انفجار الاجهزة في لبنان.. تفاصيل شحنة البيجر التي اسقطت 3 آلاف ضحية في لحظة
انفجار الاجهزة في لبنان.. حادثة انفجار الاجهزة في لبنان غريبة ومميتة في لبنان، انفجرت خلالها المئات من أجهزة النداء التي يُعتقد أن جماعة حزب الله تستخدمها، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 3000 آخرين في 18 سبتمبر.
سبب انفجار الاجهزة في لبنان
وأوضح المهندس محمد السعيد، استشاري التأمين الرقمي والذكاء الاصطناعي، أن الحادث يمثل استغلالاً لتكنولوجيا قديمة، حيث يمكن فهم تفجيرات أجهزة "البيجر" من خلال ثلاثة جوانب تقنية:
استغلال البنية التحتية للاتصالات: تعمل أجهزة البيجر على ترددات محددة لاستقبال الرسائل، ويمكن للمهاجمين استخدام تقنيات مثل "التداخل اللاسلكي" لإجبار الأجهزة على العمل بشكل غير طبيعي أو إصدار أوامر خاطئة تؤدي إلى الانفجار.
الهندسة العكسية: تتضمن دراسة الجهاز لاكتشاف نقاط ضعفه، حيث قد تكون الثغرات في البرمجيات القديمة قد استُغلت لإصدار أوامر تدمر الدوائر الكهربائية.
الهجمات السيبرانية المركبة: قد يكون الهجوم جزءًا من استغلال معقد يجمع بين تقنيات متعددة، مثل الوصول إلى أنظمة التحكم عن بعد التي تدير الأجهزة.
فيما يتعلق باختراق الهواتف الذكية، أشار السعيد إلى أن الأمر ليس مستحيلاً، لكنه في غاية الصعوبة. فالأجهزة الحديثة مثل الهواتف المحمولة تتضمن تشفيرًا متقدمًا وحماية قوية للبيانات، حيث توفر أنظمة التشغيل مثل Android وiOS حماية متعددة الطبقات ضد البرمجيات الضارة.
هذا يجعل من الصعب جدًا اختراق الجهاز دون الوصول المباشر، بالمقارنة مع أجهزة البيجر التي غالبًا ما تكون أقل تطورًا من حيث الأمان، مما يسهل على المهاجمين استغلال ثغراتها.
حادث انفجار البيجر
هل يمكن تفجير أجهزة المحمول ؟
تختلف بنية الأجهزة أيضًا؛ فالهواتف الذكية تأتي مع أنظمة حماية مدمجة لمراقبة وتحليل الأنشطة المشبوهة، مثل التطبيقات غير الموثوقة أو الاتصالات غير المعتادة، بينما قد تفتقر أجهزة البيجر إلى هذه الأنظمة المتقدمة، مما يجعلها أكثر عرضة لهجمات تستهدف تردداتها أو ثغرات معينة.
بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الهواتف المحمولة ببروتوكولات أمان متطورة لتأمين الاتصالات، حيث تأتي التهديدات عادةً من التطبيقات أو الروابط الضارة.. أما أجهزة البيجر، فقد تكون أكثر عرضة للاختراق من خلال إرسال إشارات مشفرة تستهدف تردداتها المحددة.
علاقة تايوان بتفجير أجهزة لبنان
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن أجهزة النداء اللاسلكية "بيجر" التي انفجرت في أيدي عناصر حزب الله يوم الثلاثاء تم تصنيعها في تايوان، حيث قامت إسرائيل بتفخيخها قبل وصولها إلى لبنان.
وفقًا للتقرير، أسفرت الانفجارات عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وإصابة حوالي 2800 آخرين، من بينهم السفير الإيراني في لبنان، في هجوم غير مسبوق. وقد اتهمت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن هذه الانفجارات، إلا أن إسرائيل لم تصدر أي تعليق رسمي حول الحادث.
كيف زرعت إسرائيل المتفجرات داخل أجهزة البيجر قبل شحنها إلى لبنان؟
في الولايات المتحدة، ذكرت "نيويورك تايمز" أن مصادر أميركية لم تُذكر أسماؤها أفادت بأن أجهزة "البيجر" المصنعة من قبل شركة "غولد أبولو" التايوانية تم التلاعب بها من قِبَل إسرائيل، التي زُرعت كميات صغيرة من المتفجرات داخل كل جهاز قبل شحنها إلى لبنان.
وكشف مصدر أمني لبناني ومصدر آخر لوكالة رويترز أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) قام بزرع المتفجرات داخل خمسة آلاف جهاز "بيجر" طلبتها جماعة حزب الله قبل عدة أشهر من الانفجارات.
وذكر المصدر أن "الموساد" حقن لوحًا داخل الأجهزة يحتوي على مادة متفجرة تتلقى شفرة يصعب اكتشافها، حتى باستخدام أجهزة الفحص.
وأضاف المصدر أن ثلاثة آلاف من أجهزة البيجر انفجرت عندما تلقت رسالة مشفرة، مما أدى إلى تفعيل المواد المتفجرة بشكل متزامن.
كما أوضح مصدر أمني آخر أن ما يصل إلى ثلاثة جرامات من المتفجرات كانت مخبأة في الأجهزة الجديدة، ولم يتم اكتشافها من قِبَل الجماعة لعدة أشهر.