الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

آكلي حقوق الغير والغارقين في ظلمات الغي والمتشدقين بـ الحلال والحرام ومن يظنون أنهم أعدل خلق الله ولا يعرفون لله حقوقا ولا أنهم سيحاسبون على القليل والكثير وعلى القشة والقطمير وبدلوا شرع الله بشريعة القوي يأكل الضعيف .

تعتبر قضايا المواريث من المواضيع الهامة التي يشتكي منها كثير من الناس سواء ذكر أو أنثي وأصبحنا نشاهدها أو نسمع عنها في الكثير من القضايا المجتمعية التي انتشرت كالنار في الهشيم وعلي سبيل المثال قضايا الحرمان أو التحايل على أكل الميراث أو تعدي علي مال اليتيم فكم من امرأة حرمت من ميراثها وكم من يتيم أكلت حقوقه وكم من ضعيف لم يجد ناصراً له ويقف بجواره وللأسف هذا الموضوع شائك مهما كتبت عنه لأستطيع أن أسرد ما به من الأسرار التي طالت الكثير من البيوت وأصبح شيء مرير لكن دعوني أبدأ بقول الله تعالى:

﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً منَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.

فمن رحمة ربنا علي عباده ولدرء الكثير من الخصام وعدم قطع لصلة الأرحام أنزل آياته في القرآن الحكيم تخبرنا بكيفية تقسيم الميراث لأنه حق مشروع لكل فرد ويثبت لمستحقيه بعد موت مالكه حقه المشروع وإن التأخر في تقسيم الميراث يكون كالسرطان يقضي علي كل شيء ويزيد من المشاحنات بين الإخوة وقطع لصلة الأرحام بينهم فالورثة عموما ليسوا علي مستوى واحد من المعيشة أو التعليم فمنهم الغني والفقير المحتاج ومنهم من تراكمت عليه الديون ومنهم اليتيم فكل ما ذكرته لهم حق في المطالبة بحقوقهم ولكن للأسف نجد ما يزيد من الآلام ويفجع القلوب أن يكون الظالم من الإخوة فنجد كبيرهم يرفض بحجة عدم الاستعجال ويبدأ في المماطلة أو يقسم بدون عدل وليس بما أمرنا به الله ويتناسى أن ذلك يعد ظلما وإثما وتعدي صارخ لحدود الله فبعض الناس يظنه هينا وهو عند الله تعالى عسير لقوله تعالي ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾  فتزداد العداء والكراهية في قلب الإخوة لبعضهم البعض وعند وفاة أحد الورثة الشرعيين نجد أبناءه يطالبون بحق والديهم أو والدتهم فتنقطع جميع الأرحام وتتوارث الأجيال الكراهية لشيئ دنيوي زائل فقال الله تعال ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ وقوله تعالي ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ﴾ فأصبح الأخ  يشتكي إخوته وأبناء عمومته وأقاربه من أجل قطعة أرض أو منزل أو رصيد بالبنوك وأصبحت المحاكم مكتظة بالعديد من القضايا بسبب الميراث فالعائلة يا سادة هي جيش الفرد وإن فقدت العائلة ستعيش وحيدًا مهما كانت علاقاتك وأصدقائك ستنعزل من لا يملك عائلة ليس له سندا فالواجب علينا أن نعفو ونصفح من أجل بقاء المودة بين أفراد العائلة لقوله تعالي (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

وأتذكر واقعة غريبة في نهار رمضان الماضي بقيام أخ يستقل لودر بدافع الانتقام لهدم منزل شقيقه وهو بداخله ومعه أولاده يتناولون الإفطار لوجود خلافات سابقة بسبب الميراث لا تتخيلون حجم الحقد والكره التي أدت لفعل هذا الجرم تجاه شقيقه في شهر التسامح والرحمة وإذا قدر الله ومات شقيقة سيصبح مصيره السجن ويعيش نادما طوال حياته (قابيل وهابيل).

فالطمع عزيزي القارئ أخرته ندم  وموروث من أيام الجاهلية وأذكر بعض المحافظات عندهم عادات لا يورثون البنات ويجحدون حقوقهم وهذا يعد ظلماً للمرأة الظلم يا سادة الذي حرمه الله عز وجل علي نفسه وحرمه على عباده، كما في الحديث القدسي: (يَا عبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا) وأيضاً لقوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾ فلا بد من إعطاء المرأة حقها مهما كان عمرها حتى لا تسأل عنه يوم القيامة لأن فيه من الإثم العظيم.

أخيرا عزيزي القارئ اعلم أن التصرف السليم في هذه الأمور بعيدا عن المشاحنات والصراعات أن نبدأ بالحل الودي والتشاور من أجل التوصل لإعطاء كل ذي حق حقه فإذا أبي المتعدي عليك بمشاركة أهل الدين والمجالس العرفية فإذا تمادي حيث إن اللجوء للقضاء أفضل سبيل لأنه يعتبر المسار الصحيح ضد من تسول له نفسه في التعدي بشكل واضح وعلني علي مال الغير بدون وجه حق لأنه يعد ظلما وعدوانا.

وإلى اللقاء في مقال أخر "أنا من البلد دي".

تم نسخ الرابط