الإثنين 31 مارس 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

 أنا من البلد دي .. للأسف إنتشرت حالة من الضجيج والصخب علي صفحات التواصل الاجتماعي بتصوير الفقراء في بعض الأماكن الفقيرة وهم يتسلمون التبرعات أو المساعدات والتباهي بأنهم يفعلون الخير ولا يعلمون أن هذا الفعل الشنيع  يتسبب في أذى بليغ لهم ومذلة وإهانه وجرح لمشاعرهم وتحطيم لنفسيتهم ليس فقط بل ولأسرهم  فالله عز وجل نهانا عنه بقوله تعالي: ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ) صدق الله العظيم.

لأن إخفاء الصدقات أفضل من إظهارها وذلك للبعد عن الرياء وستراً للفقير بنشر سوء حالته إعمالا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وفيه :( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) " فيجب علينا جميعاً أن يحرص كل منا على ألا يراه الناس في عبادته وصدقاته وأن تكون مع ربه سراً فالسر أصلح وأنفع للقلب وأخشع وأشد إنابة إلى الله عز وجل وأعي تماماً بما يدور في أذهان البعض عندما يقرأون مقالي بأنه لا يوجد أي مانع من التصوير وذلك من أجل الحث والتأثير لكثير من الناس علي فعل الخير.

ولكن أذكرهم بأن فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في تصريحات سابقة قد أصدر تعليمات واضحة وصريحة للحفاظ على كرامة مستحقي الزكاة أثناء تلقيهم حقهم من الزكاة وعدم تصويرهم بأي وسيلة مهما كانت وشدد علي عدم جواز المتاجرة بالفقراء والمحتاجين والتشديد على حفظ وصون كرامتهم وأسأل نفسي لماذا كل هذا الصخب الذي تفرضوه علينا في كل عمل تفعلوه يتم تصويره ؟

 فهل تعلم عزيزي القارئ وأرجو أن تشاركني الرأي في إستغلال الحالات الإنسانية يعتبر أحقر مراتب المروءة وأنذل أخلاق الإحسان ولم أجد له سببا أو إجابه في تصوير الفقراء والمساكين بتلقي المساعدات إلا أن هؤلاء يرتدون ثوب الرياء والإعجاب بالنفس والمباهاة بالظهور في وسائل التواصل الاجتماعي لكسب المتابعين وتحقيق الشهرة على أكتاف البسطاء الذي لاحول لهم ولاقوة.

 وأختم مقالي بأن صدقة السر مكانتها عظيمة عند الله عز وجل أفضل وأعظم من هذا الصياح ويجب أن تكون صادقة بداخلنا لتجنب المن والأذى النفسي للفقراء ولحفظ كرامتهم وعدم قهر مشاعرهم وإذلالهم.

تم نسخ الرابط