هل توافق إسرائيل وأمريكا على المقترح المصري الجديد لوقف إطلاق النار بغزة؟

المقترح المصري الجديد.. في سبيل وقف الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة ورفض مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، قامت مصر اليوم بطرح مقترح جديد، والذي يشمل قيام حركة حماس بإطلاق سراح 5 رهائن منهم أمريكي، مقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة والإفراج عن المئات المعتقلين الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار يستغرق لمدة أسبوع، حسبما نقلت وكالة أسيوشيتد برس.
إلا أن هناك بعض التساؤلات عن إمكانية موافقة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي على المقترح المصري، في ظل سيطرة اليمين المتطرف على زمام الأمور في الكيان الإسرائيلي وعودة بن غفير لحكومة نتنياهو بسبب عودة العدوان على قطاع غزة.

د.محمد عثمان: إسرائيل كانت تماطل في دخول مفاوضات للمرحلة الثانية
في هذا الصدد يقول الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية، إن إسرائيل في لحظة قبولها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز النفاذ في 19 يناير الماضي، كانت تبيت النية لعدم الالتزام به إلى نهاية إطاره الزمني، حيث اكتفت بتنفيذ مشوه للمرحلة الأولي فقط التي تمت بنجاح بفضل جهود الوسيطين المصري والقطري.
وأضاف الدكتور محمد عثمان في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أنه مع انتهاء المرحلة الأولي تماطلت إسرائيل في دخول مفاوضات البدء في المرحلة الثانية، حيث إن الوسيط الأمريكي مكنها من ذلك عبر طرح صيغ أخري لاستمرار الهدنة واستكمال عملية تبادل الأسري دون تعهد بوقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، وطبعا النتيجة المنطقية لعبثية الاطروحات الأمريكية وانعدام الجدية وغياب الرغبة في التهدئة لدى الجانب الإسرائيلي أدى إلى اندلاع الحرب مرة أخرى.
وأكد عثمان أن إسرائيل الآن تستأنف العدوان بكامل قوتها جوًا وبرًا وبحرًا على غزة في عملية تصعيد تدريجي الهدف الظاهري منه هو الضغط على حماس من أجل تقديم مزيد من تنازلات، والهدف غير المعلن صراحة هو القضاء على ما تبقى من مظاهر الحياة في القطاع من أجل فرض قدر من السيطرة الأمنية عليه للشروع في عملية ما يسمى بالتهجير الطوعي لسكان قطاع غزة أو على الأقل بجزء منهم.
وتابع أنه في خضم هذا المشهد المظلم الذي تسوده النار والدماء، تسعى مصر بكل قوة لاستعادة التهدئة في القطاع، مع تمسكها بموقفها التاريخي الرافض للتهجير ولتصفية القضية الفلسطينية، وضمن هذه المساعي أتي الطرح الأخير الذي يقضي بتطبيق هدنة جديدة وعودة إدخال المساعدات الإنسانية المتوقفة منذ أكثر من 20 يوم مقابل إطلاق سراح 5 من المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

مدى موافقة إسرائيل على المقترح المصري الجديد
وشدد الباحث على أن حركة حماس تبدو منفتحة على الطرح المصري، بينما لم تعلق إسرائيل حتى الآن، ولكن على الأرجح بنيامين نتنياهو وحكومته لن يقبلوا بأي إطار للتهدئة في المرحلة الراهنة، حيث إن الحرب توفر له الملاذ الأنسب من أجل التهرب من تحدياته الداخلية والقضاء على خصومه السياسيين، لافتًا إلى أن استمرار الحرب أدى إلى عودة بن عفير وحزبه للائتلاف الحكومي مما سيسمح له بتمرير الموازنة الحكومية في نهاية مارس الجاري.
وأكمل أن تل أبيب ستسعى لاستغلال تبني ترامب لفكرة التهجير كحل مشروع لمعضلة غزة عبر تهيئة الأرض من أجل الشروع في تطبيقه، وغياب أي ضغط أمريكي على إسرائيل حتى الآن يسمح لها أن تعربد في القطاع كما تشاء.
واختتم الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية لا أرى فرصة لنجاح تطبيق المبادرة المصرية الجديدة إلا باقتناع الولايات المتحدة بها ومن ثم تضغط على إسرائيل من أجل قبولها، في حال لم تحقق ذلك، مع كل أسف سيستمر حمام الدم في غزة الي ما لا نهاية في الأفق القريب.
