حلفاء الولايات المتحدة ينفقون 800 مليار يورو لامتلاك ترسانة نووية.. ما القصة؟

بدأت دول حليفة لـ الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا، التفكير في تطوير أسلحتها النووية، في ظل موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه روسيا، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز.
وبحسب الصحيفة، فإن تغير موقف ترامب تجاه موسكو وازدرائه لـ حلف شمال الأطلسي يدفع الحلفاء إلى التفكير في ترك "المظلة النووية" الأميركية.
وقال أنكيت باندا، الخبير في مؤسسة كارنيجي: "إن إجماع القوى العظمى على منع الانتشار النووي يتداعى بشدة، لقد وفّرت ظاهرة ترامب زخمًا قويًا للأصوات في حلفاء الولايات المتحدة، بأن الأسلحة النووية ستحل جذريًا مشكلة عدم موثوقية الولايات المتحدة".

وبحسب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فإن خمس دول فقط من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تمتلك أسلحة نووية رسمية، وتمتلك الهند وإسرائيل وباكستان، التي لم توقع على الاتفاقية، ترسانات نووية أيضًا.
وكما تشير صحيفة فاينانشيال تايمز، فإن عودة ترامب إلى السلطة أشعلت نقاشًا حادًا بين الحلفاء الغربيين، حيث يخشى المحللون من أن يؤدي تدمير معاهدة منع الانتشار النووي، إلى حصول ما بين 15 إلى 25 دولة أخرى على أسلحة نووية، مما يزيد من خطر الحرب النووية.
وبدأ المسؤولون الألمان مناقشات بشأن بناء أسلحتهم النووية الخاصة، بعد أن صدمتهم التطورات التي حدثت منذ انتخاب ترامب، وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز.
وحذر السفير الألماني السابق لدى الولايات المتحدة فولفجانج إيشينجر، من أن التحول إلى قوة نووية من شأنه أن يقوض ثقة المجتمع الدولي.

وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس البولندي أندريه دودا، الولايات المتحدة إلى نشر أسلحة نووية في البلاد، وأشار رئيس الوزراء دونالد توسك إلى أن بولندا يجب أن تسعى إلى الحصول على الأسلحة النووية من خلال "المظلة النووية" الفرنسية.
ويمثل كلا السياسيين قوى مختلفة، لكن توسك شدد على ضرورة مشاركة البلاد في المشروع النووي في أوروبا.
وفي كوريا الجنوبية، بدأ الخبراء مناقشة إمكانية إنتاج الأسلحة النووية، وقال البروفيسور سو كيونج ريول، من جامعة سيول الوطنية إن البلاد تمتلك التكنولوجيا الأساسية، لإنتاج الأسلحة النووية ويمكنها تطويرها في غضون ثلاثة أشهر.
وأضاف الباحث لي تشانج جيون أن بناء ترسانة كاملة في حالة التعبئة الطارئة سيستغرق عامين.
وفي اليابان، البلد الوحيد الذي عانى من هجمات نووية، تجري مناقشات مماثلة بين دائرة محدودة من الناس، على الرغم من أن الموضوع كان "المحرم الأكثر خطورة"، حيث أشار أحد المسؤولين اليابانيين إلى أن المناقشات قد تكون موضع اهتمام مجموعة أوسع من المشاركين.
وفي وقت سابق، قال البروفيسور بيتر كوزنيك من معهد الدراسات النووية في الجامعة الأميركية في واشنطن، إن أوروبا أصيبت بالجنون بسبب رغبتها في توسيع "مظلتها النووية" وزيادة الإنفاق الدفاعي.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية مستعدة لإنفاق 800 مليار يورو على إعادة التسلح، وتناقش إنشاء ترسانتها النووية الخاصة أو توسيع "المظلة النووية" عبر فرنسا وألمانيا.