ما حكم الصلاة بسرعة؟ .. علي جمعة يوضح

أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن سؤال طرحته طفلة حول حكم أداء الصلاة بسرعة، وذلك خلال برنامجه نور الدين والحياة الذي يبث على القناة الأولى المصرية خلال شهر رمضان 2025.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن أي شخص يؤدي الصلاة هو على خير، لأنه يحافظ على صلته بربه، إلا أن هناك أركانًا لا بد من مراعاتها ليصح أداء الصلاة شرعًا.

حكم أداء الصلاة بسرعة
واستشهد الدكتور علي جمعة بحديث نبوي يعرف باسم "حديث المسيء في صلاته"، حيث روى أن رجلًا دخل المسجد وصلى، ثم جاء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسلم عليه، فرد النبي عليه السلام ثم قال له: "ارجع فصل، فإنك لم تصل"، فكرر الرجل صلاته بنفس الطريقة وعاد إلى النبي، فأعاد عليه الجملة نفسها ثلاث مرات، مما دفع الرجل إلى أن يسأل النبي قائلًا: "والذي بعثك بالحق، فما أحسن غيره، فعلمني".
عندها علمه النبي صلى الله عليه وسلم الطريقة الصحيحة للصلاة، قائلًا: "إذا قمت إلى الصلاة، فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".

الطمأنينة ركن أساسي في الصلاة
وأشار جمعة إلى أن هذا الحديث يبين أن الرجل كان يصلي بسرعة دون تحقيق الطمأنينة، وهي ركن أساسي من أركان الصلاة، موضحًا أن الفقهاء استنبطوا من الحديث عدة أحكام، من بينها ضرورة البدء بتحية المسجد عند دخوله، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية الطمأنينة في الصلاة، بحيث يؤدي المسلم كل ركن من أركانها بهدوء دون عجلة، مؤكدًا أن الشخص الذي يصلي بسرعة قد يكون حريصًا على أداء الصلاة، لكنه بحاجة إلى تعلم كيفية تحقيق الطمأنينة والخشوع أثناء أدائها.

الفرق بين النصيحة والتعيير
كما شدد الدكتور علي جمعة على ضرورة التعامل بالحكمة والرحمة مع الأشخاص الذين قد لا يؤدون الصلاة بشكل صحيح، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف الرجل الذي صلى بسرعة، بل علمه بلطفٍ وأرشده إلى الطريقة الصحيحة.
وأضاف أن البعض قد يتعرض للتنمر بسبب سرعة صلاته، بينما الأصل هو تقديم النصح والإرشاد بالحسنى بدلًا من السخرية أو الانتقاد الجارح.