حكم ترك سنة الظهر عمدا في رمضان.. هل يؤثر على الصلاة أو الثواب؟

حكم ترك سنة الظهر عمدا في رمضان.. تحظى صلاة النوافل والسنن بمكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، فهي وسيلة للتقرب إلى الله تعالى وزيادة الحسنات، وبالرغم من كونها ليست فرضًا على المسلمين، إلا أن الجميع يتخوف من تركها خاصة في شهر رمضان المبارك 2025.
حكم ترك سنة الظهر عمدا في رمضان
تعد صلاة السنة من العبادات التي يُثاب فاعلها في الدنيا والآخرة، بينما لا يعاقب تاركها، فهي ليست فرضًا، بل تعد من الأعمال التي تُحبب العبد إلى الله وتزيد من حسناته، وبالرغم من ذلك، فإن المحافظة على هذه السنن من أحب الأعمال إلى الله، لما فيها من زيادة في الطاعات والقرب من المولى عز وجل.

وقد ورد في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه" (رواه البخاري).
ويعد ترك سنة الظهر عمدًا لا يبطل الصلاة، لكنه يحرم المسلم من ثواب عظيم، لأن النوافل هي السبيل لنيل محبة الله، كما أنها تجبر أي نقص قد يحدث في الفرائض.
أنواع سنن الصلاة ومكانة سنة الظهر
تنقسم السنن إلى قسمين:
1. السنن المؤكدة: وهي التي واظب عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يتركها، مثل:
- ركعتان قبل الفجر.
- أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها (أو أربع).
- ركعتان بعد المغرب.
- ركعتان بعد العشاء.
2. السنن غير المؤكدة: وهي التي كان النبي يؤديها أحيانًا ويتركها أحيانًا أخرى، مثل:
- أربع ركعات قبل العصر.
- ركعتان قبل المغرب.
- ركعتان قبل العشاء.
- الركعتان الزائدتان بعد الظهر.
عدد ركعات سنة الظهر
جاء في حديث أم حبيبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حافظ على أربعِ ركعاتٍ قبل الظهرِ، وأربعٍ بعدها، حرَّمهُ اللهُ على النارِ" (رواه الترمذي).
وقد اختلف الفقهاء حول عدد ركعات سنة الظهر على النحو التالي:
- بعضهم يرى أنها أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها، وأن الركعتين الإضافيتين بعد الظهر تعتبران نافلة.
- آخرون يرون أنها أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، وكلها من السنن الرواتب المؤكدة.
- وهناك من يرى أن المسلم إذا لم يتمكن من أداء الأربع قبل الظهر، جاز له أن يصليها بعد الفريضة.
طريقة أداء سنة الظهر
يُستحب أن يفصل المصلي بين الفريضة والسنة بكلام أو حركة، اتباعًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما استحب جمهور الفقهاء المداومة على السنة القبلية، لما فيها من فضل عظيم، وذهب ابن القيم إلى أن الأربع ركعات التي كان يصليها النبي قبل الظهر هي ورد مستقل مرتبط بمنتصف النهار.
عدد ركعات صلاة الظهر
تُعتبر صلاة الظهر ثاني الصلوات المكتوبة في النهار بعد الفجر، ويؤديها المسلم سرًا، ويبلغ عدد ركعاتها أربع ركعات، باستثناء يوم الجمعة، حيث تُؤدى ركعتين فقط جهرًا لمن يصليها في المسجد.
وقت صلاة الظهر
حدد النبي صلى الله عليه وسلم وقت صلاة الظهر عند زوال الشمس عن كبد السماء وميلها نحو الغرب، فقال: "وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر" (رواه مسلم)، ويستمر وقتها حتى دخول وقت صلاة العصر.
كيفية أداء صلاة الظهر وما يُقرأ فيها
تصلى صلاة الظهر سرًا مثل غيرها من الصلوات النهارية، ويفصل بين ركعاتها بتشهد أوسط بعد الركعة الثانية، ثم يتم استكمال الركعات الأربع مع التشهد الأخير والتسليم.
أما عن القراءة، فقد ورد في كتاب الأذكار للإمام النووي أن السنة في صلاة الظهر قراءة "طوال المفصل"، وهي السور التي تبدأ من ق أو الحجرات وتنتهي بسورة الناس، مع تخفيف الركعتين الأخيرتين، وقد جاء في حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يطيل في الركعتين الأوليين من الظهر، ويخفف الركعتين الأخيرتين.