هل اصطفاف الكواكب من علامات الساعة ؟.. مشهد يتكرر كل 100 عام

اصطفاف الكواكب .. في الوقت الذي كان يترقب فيه المسلمون في مختلف أنحاء العالم تحري رؤية هلال شهر رمضان، شهد عشاق الفلك أمس الجمعة حدثًا فلكيًا نادرًا لن يتكرر حتى عام 2040، حيث اصطفت سبعة كواكب من النظام الشمسي في مشهد بديع يمكن رؤيته بالعين المجردة في بعض المناطق، خاصة بعد غروب الشمس مباشرة، وتساءل البعض حول هل هذه الظاهرة تعد من علامات الساعة؟.

اصطفاف الكواكب .. ظاهرة نادرة
ظهر كلًا من المريخ، المشتري، أورانوس، الزهرة، نبتون، زحل، وعطارد في محاذاة سماوية، تشكل قوسًا يمتد عبر السماء، وتكون هذه اللحظة قصيرة نسبيًا، ما يجعل الرصد الدقيق ضروريًا لالتقاط المشهد النادر.
وبحسب تصريحات بريستون دايكس، منتج سلسلة مقاطع فيديو "مراقبة السماء" التابعة لوكالة ناسا، فإن عطارد، الزهرة، المريخ، والمشتري كانوا مرئيين بالعين المجردة، في حين أن رؤية زحل اعتمدت على ظروف الإضاءة، أما أورانوس ونبتون فاحتاجوا إلى سماء مظلمة وتلسكوب لمشاهدتهما بوضوح.
وأضاف دايكس أن عطارد غرب قبل حلول الظلام، مما يعني أنه لم يكن بالإمكان رؤية الكواكب السبعة كلها في وقت واحد.
أين يمكن رؤية الاصطفاف الكوكبي؟
أفضل وقت لرصد هذه الظاهرة كان بعد غروب الشمس مباشرة، حيث ستظهر الكواكب في مواقع مختلفة من السماء:
- المريخ: ظهر في الجهة الشرقية بتوهج برتقالي مميز.
- المشتري وأورانوس: كانوا مرئيين في الجنوب الشرقي.
- الزهرة، نبتون، وزحل: ظهروا في الغرب، كان الزهرة الأكثر سطوعًا، حيث لمع بضعف سطوع نجم الشمال، بينما ظهر كواكب المشتري وزحل كنقط بيضاء مضيئة في السماء.
لماذا يعد هذا الاصطفاف الكوكبي نادرًا؟
على الرغم من أن اصطفاف أربعة أو خمسة كواكب يحدث بشكل متكرر نسبيًا، فإن اصطفاف سبعة كواكب هو ظاهرة استثنائية ونادرة للغاية، ويرجع ذلك إلى اختلاف سرعات دوران الكواكب حول الشمس، فمثلًا:
- يستغرق عطارد 88 يومًا فقط ليكمل دورته حول الشمس.
- بينما يحتاج نبتون إلى 165 سنة أرضية ليكمل دورته، ونتيجة لهذه الفروق الزمنية، فإن اصطفاف عدد كبير من الكواكب معًا يحدث مرة كل عدة عقود.

هل اصطفاف الكواكب من علامات الساعة؟
يربط البعض بين الظواهر الفلكية مثل اصطفاف الكواكب وعلامات الساعة، استنادًا إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية، منها قول الله تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" (فصلت: 53)
ورغم ذلك، لا يوجد دليل علمي أو شرعي صريح يثبت أن اصطفاف الكواكب من علامات الساعة، فالعلماء يؤكدون أن هذه الظاهرة تحدث بشكل طبيعي كل 100 عام تقريبًا، نظرًا لحركة الكواكب في مداراتها الخاصة حول الشمس.
ومع ذلك، هناك بعض الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يتناولها بعض المفسرين عند الحديث عن الظواهر الفلكية، مثل: عن ابن مسعود قال: "تكون علامة في صفر ويبتدأ نجم له ذنب"، وقال كعب: "هو نجم يطلع من المشرق ويضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر"، وعن علي بن عبد الله بن عباس قال: "لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية"، ولكن أغلب هذه النصوص ضعيفة من حيث السند، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها في إثبات علاقة بين اصطفاف الكواكب وعلامات الساعة.

متى يمكن مشاهدة اصطفاف الكواكب مرة أخرى؟
نظرًا لندرة هذه الظاهرة، فإن الفرصة القادمة لرؤية اصطفاف مماثل لن تحدث قبل عام 2040، مما يجعل هذا الحدث فرصة فريدة لعشاق الفلك ومراقبي السماء حول العالم.