حكم صيام من لا يصلي.. الإفتاء تفجر مفاجأة
مع اقتراب شهر رمضان المبارك 2025، تتزايد التساؤلات حول الأحكام والفتاوى المتعلقة بالصيام، ومن أبرزها السؤال الذي يطرحه الكثيرون: هل يصح صيام من لا يصلي؟ وما هو الحكم الشرعي لمن يصوم لكنه لا يحافظ على أداء الصلوات الخمس المفروضة؟
حكم صيام من لا يصلي
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من صام شهر رمضان وهو لا يصلي فصيامه صحيح، ويسقط عنه فرض الصيام، لأن الصلاة ليست شرطًا لصحة الصيام، ومع ذلك، فإن من يترك الصلاة آثم شرعًا ومرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، لأن الصلاة هي عماد الدين وركن أساسي من أركان الإسلام.
وأكدت دار الإفتاء أن الأجر والثواب بيد الله تعالى، ولكن الصائم الذي يؤدي الصلاة يكون أرجى قبولًا وأعظم أجرًا ممن يصوم دون أن يؤدي الفريضة، فالله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بأداء جميع الفرائض، وعدم الالتزام بالصلاة ينقص من كمال الإيمان.
وجوب المحافظة على الفرائض
شددت دار الإفتاء على أن كل مسلم مكلف يجب أن يجتهد في أداء الفرائض التي فرضها الله عليه، بما في ذلك الصيام والصلاة، على قدر طاقته واستطاعته، حتى يكون أقرب إلى الله تعالى، وأوفر حظًا في الرحمة والقبول والثواب.
فالمؤمن الذي يؤدي كل الفرائض يكون في درجة أعلى من الإيمان ممن يؤدي بعضها ويترك بعضها الآخر، لذلك، ينبغي للمسلم أن يغتنم شهر رمضان ليكون بداية للالتزام بالصلاة مع الصيام، ولا يعود لتركها بعد انتهاء الشهر الفضيل.
متى فرض صيام رمضان؟
تم فرض صيام شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة، وذلك في شهر شعبان، بعد تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة بشهر واحد تقريبًا، ومنذ ذلك الحين، أصبح الصيام ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام الخمسة التي يجب على كل مسلم الالتزام بها.
من يجب عليه الصيام؟
فرض الصيام على كل مسلم ومسلمة تحققت فيهم الشروط الشرعية التالية:
- البلوغ: يجب أن يكون الصائم بالغًا وليس طفلًا لم يصل سن التكليف.
- العقل: يشترط أن يكون عاقلًا قادرًا على التمييز بين الحق والباطل.
- القدرة: يجب أن يكون الصائم قادرًا على الصيام، أي غير مريض مرضًا يمنعه من الصيام أو يسبب له مشقة شديدة.
- الإقامة: لا يجب الصيام على المسافر الذي يواجه مشقة في السفر، ويجوز له الإفطار على أن يقضي الأيام لاحقًا.
- عدم وجود عذر شرعي: مثل الحمل أو المرض أو الحيض أو النفاس عند النساء، حيث يباح لهن الفطر مع وجوب القضاء لاحقًا.
الصيام فرصة للتقرب إلى الله
يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة لكل مسلم ليقترب من الله بالعبادات والطاعات، ومن أهم هذه العبادات الصلاة التي هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولذلك، فإن المسلم الذي يلتزم بالصيام دون الصلاة يضيع على نفسه فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب وزيادة الأجر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة"، مما يدل على خطورة ترك الصلاة، حتى لو كان الشخص صائمًا، لذا يجب على كل مسلم أن يستغل شهر رمضان للعودة إلى الصلاة، وأن يجعل من هذا الشهر نقطة انطلاق للثبات على العبادات طوال العام، وليس فقط خلال أيام رمضان.
