صيام الأطفال من سن كام.. البنات والأولاد
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك يزداد البحث عن سن صيام الأطفال، لتعويدهم على الصيام، حيث لا يجب الصيام على الطفل الصغير حتى يصل إلى سن البلوغ، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ"، ومع ذلك، يستحب أن يدرب الطفل على الصيام تدريجيًا حتى يعتاد عليه، كما أن الأعمال الصالحة تكتب له.
السن المناسب لتعليم الطفل الصيام
يختلف سن الإطاقة للصيام من طفل لآخر، حيث يعتمد ذلك على البنية الجسدية والصحية لكل طفل، وقد حدد بعض العلماء سن العاشرة كبداية مناسبة لتعليمه الصيام، وفي هذا السن يمكن تشجيع الطفل على الصيام جزئيًا، كصيام نصف يوم، حتى يتمكن لاحقًا من صيام يوم كامل.
وبحسب دار الإفتاء المصرية فإن الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة، ويجب على المسلم الالتزام به عند البلوغ، حيث يكون المسلم مكلفًا بأداء العبادات، ومنها الصيام، عندما يبلغ الحلم أو يتم خمس عشرة سنة قمرية، حتى لو لم تظهر عليه علامات البلوغ الأخرى.
حكم صيام الطفل قبل البلوغ
وأوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن التكليف بالصيام وغيره من العبادات مرتبط بالقدرة والعقل، لذا فهو لا يجب على الطفل غير البالغ، لكنه أكد أن تعويد الأطفال على الصيام أمر محمود، حتى يعتادوا عليه دون إجبار أو إرهاق، ويشجع كذلك على اصطحاب الأطفال في مناسك الحج والعمرة، مع احتساب ذلك لهم كنافلة، لكن لا يجزئ عن الحج المفروض.
سن التكليف بالصيام عند الفقهاء
اختلف الفقهاء حول السن التي يجب عندها الصيام، حيث يرى جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة وبعض المالكية أن سن التكليف هو 15 سنة قمرية، ومن بلغ هذا العمر ولم يصم، فعليه قضاء الأيام التي أفطرها، وفي حالة تأخير القضاء إلى رمضان التالي دون عذر، تجب عليه الفدية بالإضافة إلى القضاء، وهي إطعام مسكين عن كل يوم.
حكم إجبار الطفل على الصيام
أكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من المستحب تحفيز الأطفال على الصيام وتعويدهم عليه بشكل تدريجي، حيث يمكن السماح لهم بصيام نصف يوم أو يوم كامل ثم الإفطار في اليوم التالي، حسب طاقتهم، كما أوضح أنه لا يجب إجبار الطفل على الصيام، حتى لا يكره العبادة أو يُصاب بالإرهاق.
نصائح لتدريب الطفل على الصيام
- التحدث عن فضائل الصيام: أخبر الطفل أن الصيام سبب لدخول الجنة، حيث يوجد باب خاص بالصائمين يسمى "الريان".
- التحفيز المادي والمعنوي: يمكن مكافأة الطفل وتشجيعه بجوائز بسيطة، ومدحه أمام الأقارب عند الإفطار والسحور.
- تشجيع روح المنافسة: حفزه على الصيام عبر مقارنته بإخوته وأقرانه.
- تجنب التأنيب والمعايرة: لا تناديه بعبارات مثل "فاطر" إذا لم يستطع الصيام، حتى لا يشعر بالإحباط.
- الربط بين الصلاة والصيام: لا يجوز تعويد الطفل على الصيام دون التزامه بالصلاة.
- التدرج في الصيام: يمكنه البدء بصيام ساعات قليلة ثم زيادتها تدريجيًا.
- تأخير السحور: يساعد على تحمل الصيام.
- مساعدته في التغلب على الجوع: يمكن إشغاله بألعاب هادئة أو مشاهدة الكرتون.
- تشجيعه على عمل الخير: من خلال قراءة القرآن، وصلة الرحم، ومساعدة الأهل.
- تصحيح المفاهيم الخاطئة: الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو تحلٍّ بمكارم الأخلاق.
- مشاركته الإفطار مع العائلة: حتى لو لم يكمل الصيام.
- عدم الإجبار: لا يجب إرهاقه بالصيام إذا كان غير قادر عليه.
- تشجيعه على دعوة أصدقائه للإفطار: لتعزيز حب الصيام لديه.
شروط وجوب صيام رمضان
وضعت دار الإفتاء المصرية أربعة شروط يجب توافرها ليكون الصيام واجبًا على الشخص:
- الإسلام: الصيام فرض على كل مسلم.
- البلوغ: لا يكلف الطفل غير البالغ بالصيام.
- العقل: لا يجب الصيام على المجنون.
- القدرة الصحية والإقامة: لا يجب الصيام على المريض أو المسافر، كما يرفع عن الحائض والنفساء.
ويعد تدريب الأطفال على الصيام خطوة هامة في تنشئتهم الدينية، حيث يساعدهم على تحمل المسؤولية الدينية لاحقًا، ويجب على الوالدين الحرص على تطبيق منهج التدرج والتشجيع دون إجبار، حتى ينشأ الطفل محبًا للعبادة ومعتادًا عليها.
