حكم صيام يوم الشك .. الأزهر للفتوى يجيب
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الحكم الشرعي لصيام اليوم الذي يسبق شهر رمضان، حيث يكثر تساؤل بعض الأشخاص عن جواز صيام يوم أو يومين قبله، رغبة منهم في الاستعداد المبكر للصيام أو للمشاركة في الفضائل التي ترتبط بهذا الشهر الكريم، وقد بيّن الأزهر الحكم الفقهي لهذه المسألة مستندًا إلى الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ" "متفق عليه".
الأزهر يوضح حكم صيام يوم الشك
وقد أشار مركز الأزهر إلى أن هذا الحديث النبوي الشريف ينهى عن صيام اليوم أو اليومين اللذين يسبقان شهر رمضان، وذلك بهدف الفصل بين صيام النفل وصيام الفرض، وللتقوية على صيام رمضان، كما يحذر النبي صلى الله عليه وسلم، من أن يتعسف الناس في صيام يوم الشك احتياطًا، فبعضهم قد يصومه على أنه من رمضان، وهو أمر لا يجوز، لأنه من غير المرجو رؤية الهلال، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى الخطأ في تحديد بداية الشهر، ويستثنى من هذا النهي الأشخاص الذين اعتادوا صيام بعض الأيام بشكل دوري، مثل من كان يصوم يومًا ويفطر يومًا أو صيام الاثنين والخميس، فإذا وافق اليوم الذي قبل رمضان عادة هؤلاء في صيامهم، فلا حرج في صيامه.
أما بالنسبة ليوم الشك، أي اليوم الذي يلي اليوم الـ 29 من شهر شعبان، الذي قد يُحتمل أن يكون من رمضان أو من شعبان، فقد جاء عن العلماء أن صيامه احتياطًا لرمضان مُحرم، ولكن إذا كان صوم هذا اليوم بنية قضاء ما فات من أيام رمضان السابقة أو صيام نذر أو كفارة، فيجوز ذلك ولا إشكال فيه.
حكم صيام النصف الثاني من شعبان
وفيما يتعلق بالصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، فقد بيّن مركز الأزهر أنه يجوز الصيام في هذا الجزء من الشهر لمن كان له عادة بالصيام، أو من صام كقضاء أيام من رمضان أو من كفارة أو نذر، كما يُستحب صيام أيام معينة مثل الاثنين والخميس، ولكن لا يجوز الابتداء بالصيام بعد النصف الثاني من شعبان دون سبب شرعي كالنذر أو الكفارة.
أما بالنسبة لفضائل الصيام في شهر شعبان، فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل هذا الشهر، حيث كان يُكثر من الصيام فيه، وقالت عائشة رضي الله عنها: “ما رأيتُه أكثر صيامًا منه في شعبان”، وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الشهر هو الذي تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله، وكان يُحب أن تُرفع أعماله وهو صائم، لما له من فضل عظيم.
