هل مشاهدة المسلسلات التركية تبطل الصيام ؟.. الإفتاء تحذر

هل مشاهدة المسلسلات التركية تبطل الصيام .. يعد شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للمسلمين للعودة إلى الله والتقرب منه بالطاعات والعبادات، حيث تتجلى فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وتحرص المؤسسات الدينية، مثل دار الإفتاء المصرية، على تقديم الفتاوى والتوجيهات التي تساعد المسلمين على أداء الصيام والعبادات بالشكل الصحيح، وتوضيح الأحكام المتعلقة بالأمور التي قد تُشكل تساؤلات لدى الصائمين.
حكم مشاهدة المسلسلات خلال رمضان
أثارت مسألة مشاهدة المسلسلات في رمضان جدلًا واسعًا، حيث أوضحت دار الإفتاء أنه لا مانع من الترويح عن النفس ببعض البرامج الجادة أو المسلسلات الهادفة الخالية من المحرمات، أما مشاهدة المسلسلات التي تحتوي على مشاهد غير لائقة، مثل التبرج والاختلاط المحرم، فهي غير جائزة، سواء في رمضان أو غيره، مستشهدة بقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} (النور: 30).
كما شددت الإفتاء على ضرورة عدم إضاعة الوقت في مشاهدة البرامج الترفيهية على حساب العبادات، مثل الصلاة وقراءة القرآن، لأن رمضان هو شهر التقرب إلى الله.

هل مشاهدة المسلسلات التركية تبطل الصيام
وبهذا يتبين أن مشاهدة المسلسلات التركية جائز في رمضان، لكن مشاهدة المسلسلات التي تحتوي على مشاهد غير لائقة غير جائز شرعًا.
الصيام والابتعاد عن المعاصي
أكدت دار الإفتاء المصرية أن شهر رمضان هو شهر العبادة والقرآن وإحياء نوازع الخير في بني البشر، وهو فرصة عظيمة للتخلص من الذنوب، حيث يتوجب على المسلم استغلال هذا الشهر في الطاعات، مثل تلاوة القرآن، والذكر، وصلاة التراويح، والصدقة، ومساعدة المحتاجين.
وفي ردها على سؤال حول تأثير ارتكاب المعاصي على الصيام، أوضحت دار الإفتاء أن الصيام لا يبطل بسبب المعاصي، لكنه ينقص من ثوابه، مستندة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" (رواه البخاري)، وهذا يعني أن الصائم الذي يبتعد عن الكذب والخصام وسوء الأخلاق ينال أجر الصيام كاملًا، بينما من يُصر على ارتكاب الذنوب ينقص أجره.
الصيام مع الخصام وقطع الأرحام
وردًا على سؤال حول تأثير الخصام على صحة الصيام، أكدت دار الإفتاء أن الصيام يظل صحيحًا حتى لو كان الصائم في خصام مع أحد أقاربه، لكنه ينقص من الأجر، لأن الإسلام يحث على التسامح وصلة الرحم، خصوصًا في رمضان، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" (رواه البخاري)، لذا يُنصح الصائمون باستغلال الشهر الفضيل لإنهاء الخلافات والمبادرة بالصلح، ليكون الصيام مقبولًا عند الله بغير نقصان.
حكم تأخير الاغتسال من الجنابة حتى الصباح
من المسائل المهمة التي يكثر السؤال عنها في رمضان هي حكم تأخير الاغتسال من الجنابة حتى بعد أذان الفجر، وقد أكدت دار الإفتاء أن ذلك جائز، وأن الصوم يظل صحيحًا، مستدلة بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه، فقال: يا رسول الله، تدركني الصلاة وأنا جنب، فأصوم؟ فقال رسول الله: وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم"، ولكن يجب على المسلم المسارعة إلى الغسل لأداء الصلاة في وقتها.
حكم إفطار الحامل في رمضان
أكدت دار الإفتاء أن الحامل التي تخشى على نفسها أو على جنينها يجوز لها الإفطار، ولكن يجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها بعد الولادة إذا استطاعت، أما إذا كان الصيام يشكل خطرًا دائمًا على صحتها، فيجوز لها دفع الفدية بدلًا من القضاء.

استغلال رمضان في الطاعات
شهر رمضان فرصة عظيمة لا تعوض، ويُفضل للمسلم اغتنامه في العبادات والطاعات، مثل:
- تلاوة القرآن: حيث أنزل الله كتابه في هذا الشهر، وكان النبي يكثر من قراءته.
- الذكر والدعاء: فقد ورد عن النبي: "الدعاء هو العبادة".
- قيام الليل: وهو من أفضل الأعمال، حيث قال النبي: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).
- الصدقة ومساعدة المحتاجين: فقد كان النبي أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.
رمضان هو شهر الخير والطاعة، وهو فرصة عظيمة للتوبة والعودة إلى الله، لذا يجب الحرص على استغلاله في كل ما يُقربنا من الله، والابتعاد عن المعاصي والمُلهيات التي قد تُنقص من أجر الصيام، فاللهم اجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم، وأعنا على طاعتك وذكرك وشكرك، وبلغنا ليلة القدر، واكتب لنا فيها الخير كله.