ذكرى اغتيال رفيق الحريري .. خبايا وأسرار العصامي الذي عمر لبنان ومات على أرضها

ذكرى اغتيال رفيق الحريري، يحتفل لبنان اليوم، الجمعة، بالذكرى العشرين لـاغتيال رئيس وزرائه الأسبق رفيق الحريري، حيث شهدت العاصمة بيروت إجراءات استثنائية تزامنًا مع إحياء هذه الذكرى المؤلمة، وقامت السفيرة الأمريكية لدى بيروت بزيارة ضريح الحريري، بينما يلقي نجله سعد الحريري كلمة في هذه المناسبة.
إجراءات أمنية مشددة في بيروت
أصدرت المديرية العامة للأمن الداخلي بيانًا يوضح الأعمال التنظيمية لهذه المناسبة، حيث نبهت المواطنين بعدم حمل أي آلات حادة أو عصي، بما في ذلك سواري الأعلام، لتسهيل عملية التفتيش والوصول إلى الساحة، كما تم منع وقوف السيارات في عدد من الشوارع وتحويل حركة المرور في محيط مبنى الإسكوا.
تشمل الإجراءات الأمنية منع مرور السيارات من أمام مبنى الإسكوا وتحويلها باتجاه مجلس شورى الدولة، بالإضافة إلى تخصيص مواقف للسيارات لتفادي الزحام.

ذكرى رفيق الحريري: قامة وطنية كبيرة
في تصريح له، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن الذكرى العشرين لاستشهاد رفيق الحريري تذكر اللبنانيين بقامة وطنية كبيرة ساهمت في إعادة لبنان إلى الخريطة العالمية، وأشار إلى أن الحريري كان رائدًا في إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب، وأن مواقفه السياسية كانت مدماكًا أساسيًا في تعزيز الوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي.
وأضاف عون، "نفتقده اليوم ولبنان ينطلق في مسيرة النهوض من جديد بتضامن جميع أبنائه"، مستعيدًا مقولته الشهيرة: "ما حدا أكبر من بلده".
تفاصيل جريمة الاغتيال
تعود جريمة اغتيال رفيق الحريري إلى 14 فبراير 2005، حيث انفجرت شاحنة مليئة بالمتفجرات أثناء مرور موكبه على كورنيش بيروت، مما أدى إلى مقتل 21 شخصًا وإصابة 220 آخرين، وقد مثلت عملية الاغتيال لحظة فارقة في تاريخ لبنان، حيث أدت إلى ظهور تحالفات سياسية متنافسة.
في أعقاب عملية الاغتيال، شهد لبنان حالة من الغضب الداخلي، مما أجبر سوريا على سحب قواتها التي كانت موجودة في البلاد منذ عام 1976.

اتهامات للنظام السوري
رغم صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عام 2020 بحق أربعة متهمين ينتمون إلى حزب الله، إلا أن القضية لا تزال غامضة، وفي أول زيارة لمسؤول سياسي لبناني إلى سوريا بعد تولي أحمد الشرع قيادة الدولة، كشف الشرع أن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد هو الذي وقف وراء اغتيال الحريري.
تأثير الاغتيال على الساحة السياسية اللبنانية
كان رفيق الحريري أحد أبرز السياسيين المنتمين إلى الطائفة السنية في لبنان، وقد أيد دعوات لسحب القوات السورية من لبنان، وأثار مقتل الحريري احتجاجات ضخمة مناهضة للحكومة في بيروت، حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع.
هل تتكشف فصول جديدة من القضية؟
مع تولي الشرع رئاسة سوريا، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت فصول جديدة من قصة اغتيال الحريري ستتضح، وهل ستظهر أدلة جديدة تكشف عن المتورطين الحقيقيين في هذه الجريمة السياسية التي هزت العالم بأسره؟
تظل قضية اغتيال رفيق الحريري واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في التاريخ اللبناني، ومع مرور الزمن، يبقى الأمل في تحقيق العدالة وكشف الحقائق الغامضة التي تحيط بهذه الجريمة.