كتاب كاملات عقل ودين.. يواجه أزمة السحب من معرض الكتاب لهذه الأسباب
كتاب كاملات عقل ودين .. كشفت الكاتبة أسماء الشرقاوي، مؤلفة كتاب "كاملات عقل ودين"، تفاصيل سحب الكتاب من معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث كان متواجدًا ضمن جناح دار السراج للنشر والتوزيع في الدورة الـ56 من المعرض.
وأشارت إلى أن الكتاب تعرض لحملة هجوم عنيف مدفوعة الأجر من بعض الأشخاص ذوي الميول السلبية، الذين زعموا أن محتوى الكتاب يتعارض مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
كتاب كاملات عقل ودين
وذكرت أسماء الشرقاوي خلال تصريحات لها، أنها خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وحصلت على دبلومة من معهد الدراسات الإسلامية، وعاشت في عائلة دينية، حيث كان والدها شيخًا، ومنذ عام 2000، انخرطت في مجالات البحث والدعوة، وكتبت عدة مؤلفات منها "فهم الأقدار" و"أسماء الله الحسنى".
وأوضحت الشرقاوي، أنه أثناء بحثها ودراساتها، واجهت أحاديث تظهر تمييزًا ضد المرأة، فقررت أن توقف عندها لتبحث في صحتها، مما أدى إلى تأليف الكتاب بعد دراسة القرآن والسنة والفقه، وقد توصلت من خلال أبحاثها إلى وجود نحو 20 دليلًا تشير إلى أن هذه الأحاديث غير صحيحة ومتناقضة مع القرآن.
سبب سحب كتاب كاملات عقل ودين من معرض الكتاب
وأشارت الشرقاوي إلى أنها نشرت الطبعة الأولى من الكتاب في عام 2022، وبعد نفاد الطبعة، أعيدت طباعته هذا العام بمساعدة دار السراج للنشر، ومع ذلك، تعرض الكتاب لهجوم من بعض التيارات اللاعقلانية، مما اضطر الدار لسحب الكتاب استجابة لتلك الضغوط.
وأكدت الكاتبة أسماء أن هدفها من نشر الكتاب هو أن يحث الناس على التفكير وفهم دينهم، ولم تكن تسعى وراء الشهرة.
وفي الجانب الآخر، أوضح إسلام أبو الفتوح، صاحب دار السراج، أن سحب الكتاب من المعرض أصدر بيانًا يوضح أن الدار لم تتعمد المساس بأحاديث الرسول وأن الكتاب نشر بهدف مناقشة الآراء، ومع ذلك، وبما أن الرأي السائد كان معارضًا، فقد تم سحب الكتاب من التداول.
كما أن أحد المحاور المهمة في الكتاب هو النقد العقلاني لبعض الأحاديث التي تتعلق بالمرأة، حيث حاولت المؤلفة التمييز بين الإسلام الحقيقي وبين ما تم نقله عن الرسول صلى الله عليه وسلم بطرق قد تكون مسيئة أو مضللة، وأكدت أن بعض الأحاديث، رغم صحتها من حيث السند، تتعارض مع المنطق والعقل وتفسير القرآن، وأنه يجب إعادة النظر فيها لتصحيح المفاهيم المغلوطة.
تفسير حديث ناقصات عقل ودين
الحديث الذي أثار الجدل هو حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه البخاري "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للُب الرجل الحازم من إحداكن"، وقد فسر مركز الأزهر العالمي للفتوى هذا الحديث بأنه لا يقصد نقص عقل المرأة أو تدينها، بل يعكس أن تكاليف الدين بالنسبة للمرأة أقل بسبب طبيعتها الجسدية، كفترات الحيض التي تمنعها من الصيام والصلاة، مما يعد تخفيفًا عن أعباء الرجل.
أما بالنسبة لـ "نقص العقل"، فالتفسير يشير إلى أن الشهادة القانونية لا تقبل من المرأة بمفردها في بعض الحالات، كما هو الحال في الشهادات المالية، وذلك بناء على طبيعة المسؤوليات الملقاة على الرجل التي تتطلب حضورًا أكبر في الأمور المالية، بينما تكون المرأة بعيدة عن هذه المهام.
