لم نقصد المساس بأحاديث النبي.. تفاصيل أزمة كتاب كاملات عقل ودين

كتاب كاملات عقل ودين ، رغم صدور كتاب كاملات عقل ودين  في 2023، إلا أنه أثار جدلًا كبيرًا هذا العام، خاصة بعد عرضه في معرض الكتاب 2025، الاعتراضات جاءت بشكل رئيسي بسبب العنوان الذي يتعارض مع الحديث النبوي الشهير "ناقصات عقل ودين"، مما دفع الكثيرين للاعتراض على طرحه بهذا الشكل، حيث اعتبر أن الكتاب يتناول الأحاديث النبوية بتفسير قد يثير الجدل.

دار النشر تسحب كتاب كاملات عقل ودين

ردًا على هذه الاعتراضات، قررت دار النشر المسؤولة عن الكتاب سحبه من المعرض، وأصدرت بيانًا على صفحتها الرسمية على فيسبوك، أكدت فيه أنها لم تتعمد المساس بالأحاديث النبوية، وأن هدف الكتاب هو مناقشة الآراء حول الأحاديث المتعلقة بالمرأة، والتأكد من فهمها بشكل صحيح، كما أوضحت في البيان أنها تتراجع عن نشر الكتاب بناء على اعتراض الرأي العام، معتبرة أن الكتاب تم نشره بهدف فتح نقاش علمي، وأنه سيتم إيقاف نشره منذ تاريخ الإعلان عن سحبه.

محتوى كتاب كاملات عقل ودين

كتاب "كاملات عقل ودين" لمؤلفته أسماء عثمان الشرقاوي يناقش بعض الأحاديث التي اعتبرتها المؤلفة مسيئة للمرأة، مثل حديث "النساء ناقصات عقل ودين"، وتهدف الكاتبة من خلال الكتاب إلى إنصاف المرأة المسلمة، والتأكيد على أن الإسلام يكرم المرأة، في حين يتم في بعض الأحيان استخدام بعض الأحاديث لتقليص مكانتها، ويتكون الكتاب من خمسة أبواب تتناول موضوعات مثل جمع القرآن، وشروط صحة الأحاديث، ونقد بعض الأحاديث المتعلقة بالمرأة، وكذلك نقد بعض روايات صحيح البخاري.

نقد الأحاديث وتفسيرها في الكتاب

أحد المحاور المهمة في الكتاب هو النقد العقلاني لبعض الأحاديث التي تتعلق بالمرأة، حيث حاولت المؤلفة التمييز بين الإسلام الحقيقي وبين ما تم نقله عن الرسول صلى الله عليه وسلم بطرق قد تكون مسيئة أو مضللة، وأكدت أن بعض الأحاديث، رغم صحتها من حيث السند، تتعارض مع المنطق والعقل وتفسير القرآن، وأنه يجب إعادة النظر فيها لتصحيح المفاهيم المغلوطة.

تفسير حديث ناقصات عقل ودين

الحديث الذي أثار الجدل هو حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه البخاري: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للُب الرجل الحازم من إحداكن"، وقد فسر مركز الأزهر العالمي للفتوى هذا الحديث بأنه لا يقصد نقص عقل المرأة أو تدينها، بل يعكس أن تكاليف الدين بالنسبة للمرأة أقل بسبب طبيعتها الجسدية، كفترات الحيض التي تمنعها من الصيام والصلاة، مما يعد تخفيفًا عن أعباء الرجل.

أما بالنسبة لـ "نقص العقل"، فالتفسير يشير إلى أن الشهادة القانونية لا تقبل من المرأة بمفردها في بعض الحالات، كما هو الحال في الشهادات المالية، وذلك بناء على طبيعة المسؤوليات الملقاة على الرجل التي تتطلب حضورًا أكبر في الأمور المالية، بينما تكون المرأة بعيدة عن هذه المهام.

في النهاية، يظل كتاب "كاملات عقل ودين" محط اهتمام ونقاش واسع في الأوساط الدينية والثقافية، ورغم سحب الكتاب من المعرض، إلا أن النقاش الذي أثاره حول تفسير الأحاديث النبوية وعلاقة الدين بالمرأة مستمر، ويستمر في طرح تساؤلات حول فهم صحيح الأحاديث وكيفية موازنة النصوص الدينية مع الواقع المعاصر.