تعريب الطب في الازهر .. كل ما تريد معرفته عن القرار الجديد
تعريب الطب في الازهر.. أثار إعلان سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، بتشكيل لجنة لدراسة إمكانية تعريب علوم الطب والصيدلة والهندسة حالة من الجدل في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية في مصر، حيث جاء القرار في إطار سعي الجامعة إلى تعريب بعض العلوم في هذه المجالات، بما يتماشى مع حرصها على تطوير العملية التعليمية وتعزيز استخدام اللغة العربية في المجالات العلمية.
تعريب الطب في الازهر.. آراء متباينة حول القرار
انقسم الرأي العام بين مؤيدين ومعارضين لهذا التوجه، فمن جهة، يرى المعارضون أن تعريب العلوم الطبية ليس عمليًا نظرًا لصعوبة نقل المصطلحات والتعاريف العلمية الدقيقة إلى اللغة العربية.
وأشار جمال عميرة، وكيل النقابة العامة للأطباء وأستاذ جراحة الأورام، إلى أن معظم الإنتاج المعرفي في العلوم الطبية يتم باللغة الإنجليزية، وأن تعريب الطب لن يعود بفائدة حقيقية، بل قد يخلق تحديات في فهم المصطلحات الطبية بشكل دقيق.
وفي السياق ذاته، قال علاء غنام، خبير برامج الرعاية الصحية، إن تعريب الطب خطوة غير مدروسة بشكل كافي، وأن الإنتاج المعرفي في الطب على مستوى العالم يتم باللغة الإنجليزية، كما رأى أنه من الأفضل تطوير المناهج الطبية بحيث تظل مرجعية اللغة الإنجليزية، مع إضافة فصل باللغة العربية لتمكين الأطباء من التفاعل مع المفاهيم الطبية بلغة يتحدثها الأشخاص في المناطق الريفية أو الحضرية.
من ناحية أخرى، يرى المؤيدون أن تعريب العلوم الطبية يمكن أن يعيد للأمة العربية مكانتها في مجالات العلم والطب، ويعزز من مكانة اللغة العربية، فمن وجهة نظرهم، تمثل هذه الخطوة مواجهة للتغريب ولتأثير اللغات الأجنبية، خاصة في مجالات هامة مثل الطب.
خطوات جامعة الأزهر
في إطار ذلك، أصدر الأزهر بيانًا عبر مركزه الإعلامي، أكد فيه أن الدراسات المتعلقة بتعريب العلوم الطبية ستكون "دراسة علمية متأنية" تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الأكاديمية والتقنية لضمان تطبيق هذا المشروع بما يحقق أعلى معايير التعليم، موضحًا أن القرار لم يتخذ بعد بشكل نهائي، وأنه سيتم اتخاذه بعد الانتهاء من الدراسات العلمية اللازمة.
كما أشار البيان إلى أن جامعة الأزهر ملتزمة بتطوير العملية التعليمية لتواكب التقدم العلمي، مع التأكيد على أن أي قرارات في هذا المجال ستصدر بعد إجراء الدراسات والمناقشات العلمية، وبدأت الجامعة بتشكيل لجنة لتعريب قسم الطب النفسي، برئاسة الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، كخطوة أولى نحو تعريب باقي أقسام كلية الطب.
مواجهة التغريب
وفي ختام تصريحاته، أكد رئيس جامعة الأزهر، سلامة داود، على أهمية تقويم اللغة العربية منذ الصغر، مشيرًا إلى ضرورة مواجهة موجة التغريب التي تؤثر على اللغة العربية، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تساهم في تعزيز الهوية الثقافية والعلمية للعالم العربي.
كما سيظل القرار قيد المناقشة والبحث الأكاديمي في جامعة الأزهر، في وقت يشهد فيه المجتمع المصري نقاشات حول دور اللغة العربية في التعليم والعلم.