عاصفة سانتا آنا .. الحرائق تشتعل في لوس أنجلوس وتقطع الكهرباء من جديد
عاصفة سانتا آنا .. واجه ملايين الأشخاص في جنوب كاليفورنيا، خاصة في منطقة لوس أنجلوس، تحذيرات جديدة بسبب حرائق الغابات الضخمة التي تلتهم الأراضي المحيطة، ومع هبوب الرياح القوية، انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من المنازل، في وقت تتسارع فيه جهود رجال الإطفاء لمكافحة النيران المستعرة في المنطقة.
رياح سانتا آنا والتأثيرات الخطيرة
تستمر رياح سانتا آنا القوية، التي بدأت تعصف بالمنطقة منذ شروق الشمس، في تهديد المناطق المحيطة، وهذه الرياح، التي يقدر خبراء الأرصاد أنها قد تحمل الشرر المشتعل لمسافات طويلة، هي من العوامل الرئيسية التي تزيد من انتشار الحرائق، مما يعزز احتمال اندلاع نيران جديدة عبر المنطقة، وتم تسجيل وفاة 24 شخصًا على الأقل بسبب الحرائق منذ بدايتها.
التأهب والإجراءات الوقائية
وقالت كريستين كراولي، مديرة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، إن "الرياح المدمرة والمهددة للحياة والمنتشرة وصلت بالفعل إلى المنطقة"، وتقع معظم مناطق جنوب كاليفورنيا تحت مستوى مرتفع من مخاطر الحرائق، مع انتشار فرق الإطفاء في حالة تأهب عالية عبر مساحة تمتد حوالي 300 ميل من سان دييجو إلى شمال لوس أنجلوس.
وأبرز المناطق التي تواجه خطرًا أكبر هي المناطق الداخلية شمال لوس أنجلوس، مثل مدن "ثاوزاند أوكس"، "نورثريدج"، و"سيمي فالي"، التي يسكنها أكثر من 300 ألف شخص، وفي ظل هذا الوضع، تم قطع التيار الكهربائي عن حوالي 90 ألف منزل في محاولة لمنع خطوط الكهرباء من إشعال حرائق جديدة.
خسائر كبيرة وتدمير واسع النطاق
اندلعت الحرائق في 7 يناير 2025، وانتشرت بسرعة بفعل الرياح العاتية، مما أدى إلى احتراق أكثر من 37 ألف فدان من الأراضي، وبالإضافة إلى ذلك، تم إصدار أوامر إجلاء لحوالي 150 ألف شخص من المناطق المهددة، وتضررت أكثر من 12 ألف منشأة، في حين يقدر خبراء الأرصاد أن الخسائر الاقتصادية بسبب هذه الحرائق قد تتراوح بين 250 و275 مليار دولار.
التهديدات البيئية والمخاوف من الأعاصير النارية
إلى جانب الحرائق المستمرة، تزداد المخاوف من حدوث أعاصير نارية بسبب الظروف الجوية القاسية، وحذرت هيئة الطقس الوطنية من أن الرياح القوية والجفاف قد يؤديان إلى حدوث هذه الأعاصير النارية، وهي ظاهرة نادرة ولكن شديدة الخطورة، وهذه الأعاصير عبارة عن أعمدة دوارة من الهواء الساخن والغازات الصاعدة من النيران، محملة بالدخان والحطام واللهب، ويمكن أن تزيد من شدة الحرائق، وفي عام 2018، أسفر إعصار ناري عن مقتل رجل إطفاء في شمال كاليفورنيا بعد أن تسبب في انفجار هائل بالقرب من مدينة ريدينج.
ولا يزال خطر الحرائق مستمرًا، مع توقعات بزيادة قوة الرياح في الأيام المقبلة، مما يهدد باندلاع حرائق جديدة في المناطق المجاورة، ويعمل رجال الإطفاء في كاليفورنيا بجد لمكافحة النيران في ظل هذه الظروف المدمرة، مع استمرار التحذيرات من توسع الحرائق بشكل مفاجئ.
