حرائق كاليفورنيا.. الكارثة الأكبر في تاريخ أمريكا
حرائق كاليفورنيا .. تواصل حرائق الغابات في لوس أنجلوس، التابعة لولاية كاليفورنيا الأمريكية، التمدد على مساحات كبيرة في المدينة والمناطق المحيطة بها، وذلك على خلفية الظروف الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة التي تضاعفها الرياح القوية التي بلغت سرعتها أكثر من 150 كيلومترًا في الساعة، كما تم إجلاء نحو 300 ألف مواطن من المناطق المتضررة.
حرائق كاليفورنيا .. الكارثة الأكبر في تاريخ أمريكا
حيث انتشرت النيران بسرعة كبيرة، مما أدى إلى تدمير آلاف الدونمات من الأراضي خلال أيام قليلة فقط، ورغم الجهود المستمرة من فرق الطوارئ وفرق الدفاع المدني من الولايات المجاورة، إلا أن حجم الكارثة تفوق بكثير الموارد المتاحة.
وبسبب الدخان الكثيف وتلوث الهواء الناتج عن الحرائق، أُغلقت العديد من المدارس في لوس أنجلوس، كما أُغلقت منطقة مدارس لوس أنجلوس الموحدة، وهي ثاني أكبر منطقة مدارس في الولايات المتحدة، وأعلنت وزارة التعليم في كاليفورنيا عن إغلاق 335 مدرسة في خمس مقاطعات، بما في ذلك لوس أنجلوس وسان برناردينو وسان دييغو، بينما لا يزال غير معروف موعد إعادة فتح هذه المدارس.
حجم الخسائر في أمريكا
وأشار خبراء إلى أن التقديرات الأولية لضرر الحرائق تشير إلى أن تكلفة الخسائر المباشرة وغير المباشرة قد تصل إلى 150 مليار دولار، في حين أن التقديرات التي قدمتها شركات التنبؤ بالطقس تشير إلى أن الخسائر في لوس أنجلوس وحدها قد تتراوح بين 52 و57 مليار دولار.
كما قال حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، إن هذه الحرائق قد تكون أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة من حيث الحجم والنطاق والتكاليف، مضيفًا أنه من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، حيث كان عدد الضحايا في وقت سابق لا يتجاوز 13 وفاة.
وبجانب الخسائر البشرية والمادية، قامت السلطات باعتقال العديد من الأشخاص الذين حاولوا استغلال الوضع وممارسة السرقة أو النهب، وأكدت السلطات أنها ستلاحق هؤلاء المجرمين وتطبق الإجراءات القانونية ضدهم.
أصبحت المدينة منذ اندلاع الحرائق الأولى في هذا العام في لوس أنجلوس، التي أطلقتها رياح سانتا آنا التي وصلت إلى مستوى الأعاصير، في حالة تأهب قصوى، بينما كانت عاصفة الرياح تهدد بتوسيع نطاق الحرائق، ومع استمرار انتشار حرائق "باليساديس" و"إيتون"، هناك قلق من أن تؤدي الرياح المتجددة إلى إشعال حرائق جديدة.
وفيما يتعلق بموعد احتواء هذه الحرائق، قال نائب رئيس إدارة الإطفاء في كاليفورنيا، برايس بينيت، إنه “يحتاج رجال الإطفاء إلى فترة من الراحة من الطبيعة”، مضيفًا أنه رغم وجود رجال الإطفاء والموارد اللازمة مثل المياه، فإن الوقت عنصر حاسم في مكافحة النيران.
وعلى الرغم من الإرهاق الشديد الذي يعاني منه رجال الإطفاء، فقد أُصدرت تحذيرات جديدة في بداية الأسبوع، مما يعني أن المدينة قد تواجه المزيد من التحديات.
أما الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، فقد أكدت التزامها بتغطية التكاليف الكاملة لإزالة حطام حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا لمدة 180 يومًا، إلا أن مديرة الوكالة، ديان كريسويل، أوضحت أن العمل على إزالة الحطام سيستغرق أكثر من ستة أشهر، وستستمر العمليات بعد هذه الفترة، كما شددت الوكالة على أن التغطية تشمل أيضًا التكاليف المرتبطة بجهود إنقاذ الأرواح، بما في ذلك عمليات إخماد الحرائق.
