هل حرائق كاليفورنيا مازالت مستمرة.. ارتفاع حصيلة الضحايا وتفاقم الأزمة البيئية
هل حرائق كاليفورنيا مازالت مستمرة، ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات المشتعلة في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا إلى 24 قتيلًا، وفقًا لما أعلنته السلطات يوم الأحد، وقتل 8 أشخاص بسبب حريق "باسيفيك باليساديس"، بينما أودى حريق "إيتون" بحياة 16 آخرين، ومع دخول الحرائق يومها السادس، تكافح فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لاحتواء النيران التي تلتهم مساحات واسعة من الغابات والمناطق السكنية.
النيران تلتهم أكثر من 62 ميلاً مربعًا
وفقًا لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا، تسببت الحرائق في تدمير ما يزيد عن 62 ميلًا مربعًا (160 كيلومترًا مربعًا) من الأراضي، حيث التهم حريق "باسيفيك باليساديس" حوالي 23,713 فدانًا، بينما دمّر حريق "إيتون" ما يقارب 14,117 فدانًا، وحتى الآن، تم احتواء 11% فقط من حريق باسيفيك و27% من حريق إيتون، وأكدت السلطات أن رياح سانتا آنا الجافة والقوية تشكل تهديدًا كبيرًا، حيث تساهم في انتشار الحرائق بسرعة.
إجلاء السكان وتدمير آلاف المباني
أصدرت السلطات أوامر إخلاء لأكثر من 150 ألف شخص في المناطق المتضررة، وتم إنشاء تسعة ملاجئ طارئة، استقبلت أكثر من 700 شخص، وأسفرت الحرائق عن تدمير أكثر من 12 ألف مبنى، بما في ذلك منازل في أحياء راقية مثل "برينتوود"، ما أثار قلق السكان حول سلامتهم ومستقبل ممتلكاتهم.
جهود دولية لدعم فرق الإطفاء
في استجابة إنسانية، قدمت كندا والمكسيك دعمًا ملموسًا لجهود مكافحة الحرائق من خلال إرسال فرق متخصصة ومعدات إطفاء حديثة، وأكدت وزارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا أن هذا الدعم كان أساسيًا لتخفيف العبء عن فرق الإطفاء المحلية التي تواجه ضغوطًا هائلة.
تأثيرات صحية وبيئية مدمرة
أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى المخاطر الصحية المرتبطة بالدخان الناتج عن الحرائق، حيث يحتوي على ملوثات خطيرة مثل ثاني أكسيد النيتروجين والرصاص، ووفقًا للخبراء، يؤدي هذا الدخان إلى أمراض تنفسية وقلبية خطيرة، ويُذكر أن حرائق الغابات العالمية تساهم في وفاة نحو 675 ألف شخص سنويًا، مما يجعلها تهديدًا بيئيًا متزايدًا في ظل تغير المناخ.
خسائر اقتصادية غير مسبوقة
تعد هذه الحرائق واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تقدر الخسائر الاقتصادية بـ 150 مليار دولار، وفقًا لتقديرات شركة AccuWeather، وتتجاوز هذه الخسائر نظيرتها في حرائق "كامب" عام 2018 التي بلغت 12.5 مليار دولار.
تحديات مستمرة واستجابة عالمية مطلوبة
مع توقعات بعودة الرياح القوية، التي قد تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة، حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من تفاقم الأزمة، وصرح أنتوني ماروني، رئيس أجهزة الإطفاء، بأن الظروف الجوية الحالية تزيد من احتمالية انتشار النيران إلى مناطق مكتظة بالسكان.
تعاون دولي لمواجهة الكوارث المناخية
بينما تعمل فرق الإطفاء المحلية والدولية على احتواء الكارثة، تظهر هذه الحرائق الحاجة الملحة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة، ومع تصاعد تأثيرات تغير المناخ، يبقى العالم بحاجة إلى جهود جماعية لمواجهة هذه الكوارث المتكررة التي تهدد حياة الإنسان والبيئة.
