الخميس 09 يناير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الانتخابات الرئاسية اللبنانية.. لماذا فشل البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الـ13؟

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية اللبنانية

الانتخابات الرئاسية اللبنانية، فشل مجلس النواب اللبناني، للمرة الثالثة عشرة، في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد انتهاء الجولة الأولى من التصويت دون حصول قائد الجيش السابق، العماد جوزيف عون، على النصاب القانوني للفوز، وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع الجلسة لساعتين لمزيد من المشاورات قبل عقد جولة ثانية من التصويت.

النتائج الأولية للتصويت في الانتخابات الرئاسية اللبنانية 

حصل جوزيف عون على 71 صوتًا من أصل 128 صوتًا، في حين أدلى 37 نائبًا بأوراق بيضاء، بينما تم إلغاء 18 صوتًا لاحتوائها على خيارات غير المرشحين أو عبارات اعتراضية مثل “السيادة والدستور”، وفقًا للدستور اللبناني، يحتاج المرشح إلى أغلبية الثلثين (86 صوتًا) في الدورة الأولى للفوز، وفي الدورة الثانية، يحتاج إلى أغلبية مطلقة (65 صوتًا)، لكن وضع جوزيف عون كموظف من الدرجة الأولى يتطلب تعديلًا دستوريًا بأغلبية الثلثين.

الانتخابات الرئاسية اللبنانية

حضور دولي ومداخلات داخل المجلس

شهدت الجلسة الانتخابية حضورًا دوليًا بارزًا، بما في ذلك الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والمبعوث السعودي يزيد بن فرحان، وسفراء اللجنة الخماسية، ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن عدد من النواب مداخلات أثارت سجالًا حادًا داخل المجلس.

النائب ملحم خلف دعا في مداخلته إلى احترام الدستور والحفاظ على الديمقراطية، بينما اعترض النائب جبران باسيل على ما وصفه بالتدخلات الخارجية في اختيار رئيس الجمهورية، معتبرًا أن المجلس يتعرض لوصاية خارجية جديدة، ومن جهتها، أشارت النائبة بولا يعقوبيان إلى عدم رغبة الطبقة السياسية في انتخاب رئيس قادر على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

توافق المعارضة على دعم جوزيف عون

أعلنت قوى المعارضة اللبنانية توافقها على دعم ترشيح قائد الجيش جوزيف عون لمنصب رئيس الجمهورية، ويأتي ذلك بعد انسحاب المرشح سليمان فرنجية لصالحه، ويرى محللون أن الجيش اللبناني يلعب دورًا محوريًا في المرحلة المقبلة، لا سيما في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وهو ما جعل جوزيف عون خيارًا مفضلًا لدى بعض الأطراف الدولية.

الانتخابات الرئاسية اللبنانية

خلفية الأزمة الرئاسية

يشهد لبنان فراغًا رئاسيًا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، وعلى الرغم من انعقاد 12 جلسة برلمانية سابقة، فشلت جميعها في التوصل إلى توافق حول رئيس جديد، والوضع الحالي يعكس تعقيدات المشهد السياسي اللبناني، حيث لا يمتلك أي تحالف سياسي بمفرده القدرة على فرض مرشحه.

التحديات أمام جوزيف عون في الانتخابات الحالية

في حال انتخابه، سيصبح جوزيف عون رابع قائد جيش يتولى رئاسة الجمهورية منذ اتفاق الطائف عام 1990، وإلا أن توليه المنصب يتطلب تعديلًا دستوريًا، حيث يحظر الدستور انتخاب موظفي الفئة الأولى وهم في الخدمة، وينظر إلى جوزيف عون كشخصية جامعة ومترفعة عن الانقسامات السياسية، وله علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة، التي تعتبر الداعم الأكبر للجيش اللبناني.

الانتخابات الرئاسية اللبنانية

أعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى توافق قريب على رئيس جديد، معتبرًا أن هناك زخمًا إيجابيًا لم يشهد منذ بدء الفراغ الرئاسي. ويأتي ذلك في ظل تكثيف المباحثات الدولية مع الأطراف اللبنانية للوصول إلى حل للأزمة السياسية التي تعيق تقدم البلاد.

الوضع الاقتصادي يزيد الضغط

يعاني لبنان من أزمة اقتصادية طاحنة منذ عام 2019، أدت إلى انهيار النظام المصرفي وشلل القطاعات الحيوية، وفي هذا السياق، ينظر إلى انتخاب رئيس جديد كخطوة ضرورية لإعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي ومع ذلك، فإن التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد تتطلب توافقًا واسعًا وإصلاحات جذرية.

تم نسخ الرابط