حكم رفع السبابة عند مرور الجنازة.. علماء يوضحون رأي النبي
يتساءل الكثير من الناس عن حكم رفع السبابة عند مرور الجنازة وما إذا كان ذلك من السنة النبوية، أم مجرد عادة اشتهرت وانتشرت بين الناس.
هل يجب الوقوف للجنازة؟
يرى بعض العلماء أن القيام عند مرور الجنازة هو أمر مستحب، استنادًا إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه الإمام مسلم عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قام فقمنا، وقعد فقعدنا"، ويدعم هذا الرأي قول ابن حزم: "يستحب القيام للجنازة إذا رآها المرء، حتى وإن كانت جنازة كافر".
وعلى الجانب الآخر، يرى فريق آخر أن القيام للجنازة أمر اختياري، حيث يمكن للشخص القيام أو الجلوس، مستدلين بما روي عن علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم للجنازة ثم ترك ذلك لاحقًا.
وأكد الإمام أحمد بن حنبل ومالك والشافعي على أن القيام للجنازة منسوخ، وهو ما يدل على أن هذا الأمر غير مُلزِم في الشرع.
واستند القائلون باستحباب القيام إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح البخاري: "إذا رأى أحدكم جنازة فليقم حتى تخلفه أو توضع"، كما استدلوا بحديث آخر في البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، حيث قام النبي -صلى الله عليه وسلم- لجنازة يهودي، وقال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا".
أما القائلون بالتخيير فاستدلوا برواية علي -رضي الله عنه- في صحيح أبي داود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم للجنازة ثم جلس بعد ذلك.
حكم رفع السبابة عند مرور الجنازة
وفيما يتعلق بحكم رفع السبابة عند مرور الجنازة، لم يرد في السنة النبوية أو أقوال العلماء ما يدل على مشروعية رفع السبابة عند مرور الجنازة، لذا فإن هذا التصرف لا يُعتبر مشروعًا، نظرًا لعدم وجود دليل يُثبته في النصوص.
الدعاء عند القبر والوقوف أثناء الدفن
يعد الدعاء للميت عند القبر من الأمور المستحبة، سواء كان سرًا أو جهرًا، حيث يُعتبر الجهر بالدعاء أكثر تأثيرًا في تحريك القلوب وحثّ الحاضرين على التضرع إلى الله.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم-، قد أشار إلى أهمية الجماعة في الدعاء بقوله: "يد الله مع الجماعة"، كما نص الفقهاء على استحباب وقوف المشيعين عند القبر حتى الانتهاء من الدفن والدعاء للميت، مع قراءة القرآن لمن أراد.