هل يحق للزوجة عدم إرضاع ابنها للحفاظ على رشاقتها ؟.. رد صادم من علي جمعة
هل يحق للزوجة عدم إرضاع ابنها؟.. تردد هذا السؤال على علماء الدين في الفترة الأخيرة بكثرة، حيث تتساءل العديد من النساء خاصة اللواتي يردن الحفاظ على أبدانهن، عن حكم الامتناع عن إرضاع الطفل وطلب استئجار مرضعة من الزوج.
هل يحق للزوجة عدم إرضاع ابنها؟
ومن هذا المنطلق، قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ...)، يؤكد أن قرار الفطام يجب أن يكون نتاج التشاور والتراضي بين الوالدين، مما يبرز مكانة الحوار في الإسلام.
وبيّن أن هذا التوجيه يعكس تقدير الإسلام لدور المرأة في الأسرة واحترام رأيها، حيث يضع التشاور كقاعدة أساسية لاتخاذ القرارات التي تؤثر على الطفل.
وأوضح أن التشاور بين الوالدين يضمن تحقيق العدل وحماية حقوق الطفل، لافتًا إلى أن الرضاعة حق أصيل للطفل ومسؤولية مشتركة بين الأب والأم، منوهًا أن القرآن الكريم قدم نموذجًا متكاملًا لإدارة شؤون الأسرة يقوم على التعاون والاحترام المتبادل.
وأشار إلى أن الأم إذا اختارت ألا ترضع طفلها لأي سبب كان، فلا يقع عليها حرج في ذلك، شريطة أن يتم التوافق على حل بديل مثل استئجار مرضعة، متابعًا: وفي هذه الحالة، يتعين على الأب الوفاء بأجر المرضعة بما يتوافق مع الأعراف السائدة، لضمان استمرار رعاية الطفل بطريقة عادلة ومنصفة.
هل المرأة ملزمة بإرضاع ابنها؟
وذكر جمعة أن الإسلام يأخذ بعين الاعتبار التباين الطبيعي بين الأمهات، فهناك من تجد الرضاعة مناسبة ومحببة، وأخرى قد ترى فيها مشقة، وفي كلا الحالتين يمنح الإسلام المرأة الحرية في اتخاذ القرار الذي يناسبها، مع توفير حلول تضمن مصلحة الطفل واستقرار الأسرة.
ولفت إلى أن مفهوم "المعروف" الوارد في الآية الكريمة يُعد من الأسس المهمة في التشريع الإسلامي، إذ يشير إلى الأعراف العادلة والمقبولة التي تنظم العلاقات، مع مراعاة التغيرات الاجتماعية والثقافية، بما يضمن التوازن والإنصاف في التعاملات المادية والمعنوية.
واختتم شرحه بالتذكير بأن الآية تختم بتوجيه المؤمنين إلى تقوى الله، ووعيهم بأن الله مطّلع على كل ما يفعلونه، ما يعزز الالتزام بالعدل والإنصاف في إدارة شؤون الأسرة، ويحث على احترام الاختلافات الطبيعية بين الناس، مع تجنب تحميلهم ما لا يطيقون.
