حكم الحلف على شيء والتراجع عنه.. لجنة الفتوى تجيب
حكم الحلف على شيء والتراجع عنه.. تلقت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، سؤالًا بخصوص حكم التراجع عن اليمين، وجاء نص السؤال كالآتي: ما حكم من أقسم على ترك فعل الخير لمدة عام، ثم قرر التراجع عن يمينه.
حكم الحلف على شيء والتراجع عنه
وأجابت لجنة الفتوى عن السؤال الوارد إليها، موضحة أن الحلف على الامتناع عن فعل الخير أمر مرفوض في الإسلام، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [البقرة: 224].
وأكدت أن الأيمان التي تحول بين الإنسان وفعل الخير مكروهة، لأنها تعطل مسار البر والإحسان الذي تحث عليه الشريعة.
ما حكم التراجع عن اليمين؟
أما بالنسبة لحكم التراجع عن هذا اليمين، فقد أكدت اللجنة ضرورة العدول عنه إذا ثبت أن التخلي عن اليمين يؤدي إلى تحقيق الخير، مستدلة على ذلك بما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأتِ الذي هو خير وليكفر عن يمينه".
ولفتت إلى أن كفارة اليمين واجبة عند التراجع، وهي تشمل ثلاث مراتب متتالية حسب القدرة المادية للفرد، جاءت كالآتي:
- الأولى: إطعام عشرة مساكين بما يعادل وجبة متوسطة من غالب قوت البلد.
- الثانية: كسوة عشرة مساكين بملابس تناسبهم.
- الثالثة: تحرير رقبة، وهو شرط أصبح غير متاح في العصر الحديث.
- أما في حالة عدم القدرة المادية على أيٍ من هذه الخيارات، فيجب على الشخص الصيام ثلاثة أيام متتابعة.
ما هو مقدار الطعام الواجب عن كفارة اليمين
وفيما يتعلق بمقدار الإطعام، بيّن الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن المقدار يختلف حسب المذهب الفقهي؛ إذ يقدر وفقًا للحنفية بنحو 3.25 كجم من الطعام لكل مسكين، بينما يرى الشافعية أنه يعادل 510 كجم.
ووجهت دار الإفتاء نصيحة للمسلمين بأهمية "حفظ الأيمان"، كما أوصى القرآن الكريم، وعدم التسرع في الحلف أو اتخاذ الأيمان وسيلة للامتناع عن فعل الخير، مؤكدة أن الشريعة الإسلامية دائمًا ما تحث على البر والتقوى والإصلاح بين الناس.