حكم الدعاء في نهاية العام وبداية عام جديد 2025.. الإفتاء تجيب
حكم الدعاء في نهاية العام وبداية عام جديد.. بالتزامن مع اقتراب نهاية العام واستقبال العام الميلادي الجديد 2025، تتجدد التساؤلات من المسلمين حول حكم الدعاء بالمغفرة في ختام العام والدعاء بالإعانة عند بدايته.
حكم الدعاء في نهاية العام وبداية عام جديد
وفي هذا السياق، أجابت دار الإفتاء المصرية، عن السؤال قائلة: إن الدعاء في هذين الموضعين مشروعٌ ومحببٌ في الشريعة الإسلامية، لما يحمله من تضرع وتقرب إلى الله تعالى، داعية إلى ضرورة اختيار أدعية مأثورة أو ما يفتح الله به على العبد من أدعية صالحة.
وأوضحت أن الدعاء في نهاية العام بالمغفرة والدعاء في بدايته بالإعانة جائز شرعًا، مشيرة إلى أن تخصيص أوقات معينة ببعض القربات والعبادات لا مانع منه في الإسلام.
وأكدت على أهمية الحرص على الأدعية المأثورة في القرآن والسنة أو الأدعية الصالحة التي تفتح على الإنسان لتعمّ الفائدة.
حكم الدعاء
بيّنت دار الإفتاء أن الدعاء من أعظم العبادات وأحبها إلى الله، حيث ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]، وقوله: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55]. وقد دلت هذه الآيات على مكانة الدعاء وضرورة اللجوء إلى الله في كل وقت وحين.
ولفتت إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أكد على فضل الدعاء، حيث قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» (رواه الترمذي)، كما أشار الإمام المناوي في شرحه لهذا الحديث إلى أهمية الإلحاح في الدعاء والمداومة عليه، باعتباره وسيلة لنيل الثواب وتحقيق الصلاح في الدنيا والآخرة.
وواصلت: إن تخصيص يوم معين بالدعاء مثل نهاية العام وبدايته، هو أمر جائز شرعًا، مستشهدة بممارسات النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها زيارته المتكررة لمسجد قباء كل سبت، كاشفة أن العلماء نصوا على مشروعية تخصيص بعض الأيام بأعمال صالحة، طالما أنها لا تخالف أحكام الشريعة.
أفضل دعاء لنهاية السنة وبداية العام الجديد
ونقلت الإفتاء أدعية مأثورة عن بعض العلماء، مثل الإمام ابن قدامة الحنبلي، الذي دعا في بداية العام: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك يا ذا الجلال والإكرام.."
وأما دعاءُ آخر السنة، فإنَّه يقول في آخر يوم من أيام السَّنة: (اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عملتُ فيها ممَّا ترضاه، ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم).