من هي الشيخة توحيدة عثمان أشهر محفظة قرآن في مصر؟
من هي الشيخة توحيدة عثمان أشهر محفظة قرآن مصر.. نعت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، بمزيد من الأسى، الشيخة توحيدة عثمان علي علي، التي وافتها المنية اليوم الثلاثاء 16 جمادى الآخرة 1446 هـ الموافق 17 ديسمبر 2024، حيث عُرفت الفقيدة بإخلاصها وتفانيها في خدمة كتاب الله الكريم طوال حياتها، وينشر موقع الأيام المصرية التفاصيل الخاصة بهذا الخبر.
نشأة مبكرة في رحاب القرآن الكريم
بدأت الفقيدة رحلتها مع القرآن الكريم مبكرًا، حيث أتمت حفظه وهي في التاسعة من عمرها على يد الشيخة زينب أحمد بركات، وعملت لاحقًا كمحفظة للقرآن الكريم في معهد الشرقاية بكفر صقر بمحافظة الشرقية، قبل أن تحول بيتها إلى كتاب صغير لتحفيظ القرآن الكريم، وقد أصبح الكتاب تحت إشراف الأزهر الشريف عام 1995، وسجل برقم 922 لسنة 1995.
تفاني في تعليم القرآن وتخريج أجيال مميزة
تفرغت الشيخة توحيدة لتحفيظ القرآن الكريم، رافضة الزواج لتكرس حياتها لخدمة كتاب الله، واستقبل كتابها العديد من التلاميذ الذين أصبحوا في ما بعد شخصيات بارزة في مجالات متنوعة مثل التدريس والطب والهندسة والقضاء.
وكانت الشيخة الراحلة تقرأ وردًا يوميًا مقداره 10 أجزاء من القرآن الكريم، وتخصص وقتها بالكامل من الفجر حتى العاشرة مساءً لتعليم وتحفيظ القرآن للتلاميذ، ورغم جهودها العظيمة، كانت تقول بتواضع: "هذا على قدر طاقتي، وأستغفر الله عز وجل دومًا على التقصير تجاه القرآن الكريم".
حياة زاخرة بالعبادة والتأثير
قضت الفقيدة ليلها في القيام والذكر والاستغفار، وكان القرآن رفيقها الدائم حتى أنها ختمته قراءة ومراجعة كل ثلاثة أيام، ورغم صعوبة الحياة، ظلت مخلصة للقرآن، مكرسة وقتها لتحفيظ الأجيال.
رثاء العلماء والمسؤولين للفقيدة
نعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الفقيدة قائلًا: "الشيخة توحيدة كانت نموذجًا يحتذى به في الإخلاص والتفاني، حيث قضت حياتها في خدمة كتاب الله وتعليم أجيال متعاقبة، وستظل جهودها العظيمة خالدة في أذهان كل من تعلموا على يديها، نسأل الله أن يغفر لها، ويرزقها الفردوس الأعلى، وأن يجعل ما قدمته في ميزان حسناتها".
وصفها الشيخ أبو اليزيد سلامة، رئيس إدارة شؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، بـ"محبة القرآن الكريم"، وأشاد بسبعين عامًا قضتها في خدمة كتاب الله، كما أشار إلى تواضعها واستغفارها المستمر رغم جهودها الكبيرة، مؤكدًا أنها كانت مثالًا للجد والاجتهاد.
مسيرة الشيخة توحيدة المباركة
عملت الشيخة كمحفظة بالأزهر الشريف، وخصصت بيتها ككتاب لتحفيظ القرآن بإشراف الأزهر، وخرّجت أجيالًا متعددة ساهموا في مختلف المجالات، وكانت تقضي معظم وقتها في التحفيظ والتسميع، حيث تعتبر ذلك رسالتها في الحياة، وتأثرت بعمق بوفاة تلميذة لها في حادث أليم، وهو ما أظهر ارتباطها العاطفي الكبير بتلاميذها.
يفقد العالم الإسلامي بوفاة الشيخة توحيدة عثمان علي علي، واحدة من أبرز الشخصيات التي كرست حياتها للقرآن الكريم، ونسأل الله أن يجعل القرآن شفيعًا لها يوم القيامة، وأن يسكنها الفردوس الأعلى، ويلهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
