لن تصدق علاقتها بالقهوة.. أطعمة ومشروبات تعزز صحة الأمعاء
تحتوي الأمعاء على مجموعة كبيرة من الخلايا العصبية وتعمل بشكل مستقل إلى حد ما عن الدماغ مقارنة بالأعضاء الأخرى. كما أنها تتواصل مع الدماغ عبر العصب المبهم، الميكروبيوم، الجهاز المناعي، الهرمونات، والناقلات العصبية.
نظراً لأن العلاقة بين الأمعاء والدماغ معقدة، شاركت الدكتورة إميلي ليمينج، عالمة الميكروبيوم وخبيرة التغذية، نصائحها للعناية بصحة الأمعاء والدماغ لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
أوصت ليمينج بتناول الألياف، التي تعد مكونًا غير قابل للهضم والذي تتغذى عليه بكتيريا الأمعاء، مما يجعلها ضرورية لصحة الأمعاء والدماغ على حد سواء. كما أكدت على أهمية تناول الفاصوليا، الحمص، المكسرات، والخضروات مثل الخس ضمن وجباتنا اليومية.
وأضافت أن تناول الأسماك الزيتية يعتبر من العوامل الوقائية الهامة للحفاظ على صحة الدماغ في مراحل العمر المتقدمة. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الأسماك بانتظام يتمتعون بأوعية دموية أكثر صحة، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف الوعائي. كما أظهرت دراسة أخرى أن مستويات عالية من أوميغا 3 في الدم ترتبط بتحسن مهارات التفكير وصحة الدماغ مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من هذا الحمض الدهني، والذي أيضًا يساعد في تغذية بكتيريا الأمعاء وزيادة تنوعها الصحي. ومن بين الأسماك المفيدة السلمون، الماكريل، الأنشوجة، السردين، والرنجة.
وحذرت ليمينج من أن النظام الغذائي المثالي قد لا يكون كافيًا إذا كان الشخص يعاني من التوتر المستمر. وأوصت بالاستمتاع ببعض الأطعمة اللذيذة بين الحين والآخر لتسهيل الحفاظ على توازن النظام الغذائي دون التأثير على صحة الأمعاء.
وتابعت أن تناول مجموعة متنوعة من الخضروات يضمن الحصول على كمية كبيرة من الألياف بالإضافة إلى البوليفينولات، وهي مضادات أكسدة تسهم في دعم نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء. وقد رُبطت البوليفينولات بتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، وتأخير التدهور المعرفي، وتحسين الأداء العقلي.
فوائد القهوة لصحة الأمعاء
وفيما يخص القهوة، أكدت ليمينج أن تناول القهوة يمكن أن يعزز صحة ميكروبيوم الأمعاء بفضل محتواها العالي من البوليفينولات، التي تمثل الجزء الأكبر من الكمية التي يستهلكها الناس يوميًا. كما أن القهوة تساهم في تعزيز القدرات الإدراكية، حيث أظهرت الدراسات أن تناول كوب إلى ثلاثة أكواب يوميًا يساعد في الوقاية من التدهور الإدراكي. ومع ذلك، قد تتسبب القهوة في تفاقم مشاكل الجهاز الهضمي لبعض الأشخاص، مثل متلازمة القولون العصبي ومرض التهاب الأمعاء، في هذه الحالات يُفضل تناول القهوة منزوعة الكافيين أو الشاي.
وأوصت أيضًا بتجنب تناول القهوة المحتوية على الكافيين في فترة ما بعد الظهر، حيث يبقى الكافيين في الجسم لفترة طويلة بعد زوال تأثيره، مما قد يؤثر على جودة النوم حتى للأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في النوم.
وفي الختام، نصحت ليمينج بتناول نوعين من الأطعمة المخمرة يوميًا مثل الجبن الشيدر، الزيتون، المخللات، والزبادي لتحسين الذاكرة. كما أكدت على أهمية تناول العشاء في وقت مبكر لتجنب تأثيره السلبي على النوم وتحسين الحالة المزاجية.