هل كان استيلاء الفصائل المسلحة على سوريا اتفاقًا بين تركيا وروسيا وإيران؟

من سيحكم سوريا ؟.. قدمت الاستخبارات التركية معلومات دقيقة لروسيا حول توقيت بدء هيئة تحرير الشام والفصائل المرتبطة بها لزحفها المسلح نحو دمشق، ويرصد موقع الأيام المصرية التفاصيل.
وفي تلك المرحلة، تركزت المباحثات بين الدول الثلاث تركيا وروسيا وإيران على ضمان حماية المدنيين وتجنب المواجهات المسلحة المباشرة، حيث تم الاتفاق على ضرورة إقناع بشار الأسد بالتخلي عن السلطة بشكل طوعي، مع تقديم ضمانات لخروجه الآمن هو وعائلته، وذلك من أجل تجنب اندلاع حرب أهلية طويلة في البلاد.

وبعد هذه التفاهمات، باشرت روسيا بإجراء اتصالات مع بشار الأسد، محذرة إياه من عواقب استمرار تمسكه بمنصبه، حيث أبلغت موسكو الأسد، بموافقة من إيران وتركيا، بضرورة التنحي طواعية تجنباً لكارثة في ظل التفاف شعبي حول الثورة المسلحة ضد نظامه.
بدء هجوم الفصائل المسلحة على حلب
ومع تقدم الفصائل المسلحة باتجاه حلب وسقوطها بيدهم بعد مقاومة ضعيفة من الجيش السوري، وانتشار مشاعر الترحيب بين الأهالي، قامت روسيا بإصدار تعليمات للأسد بسحب قواته وعدم مقاومة تقدم الفصائل.
وبالتزامن مع تقدم الفصائل نحو حمص، كانت التحضيرات جارية لعقد اجتماع وزاري لمجموعة آستانة في الدوحة، حيث جرت اتصالات مع بشار الأسد لتقديم ضمانات بخروجه بأمان.

ومع تقليص الدعم العسكري الروسي والإيراني للأسد، تم إبلاغه من قبل مسؤولين روس وإيرانيين بعدم القدرة على الاستمرار في دعمه عسكرياً كما كان في السابق.
بشار الأسد أمر الجيش بعدم مقاومة الفصائل
وتحت ضغوط كبيرة، وافق بشار الأسد على الخروج الآمن، وتم إصداره أوامر للجيش السوري بترك مواقعه وعدم مقاومة الفصائل المسلحة.
وقد تم نقل بشار الأسد لاحقاً إلى روسيا حيث استقر هناك مع أسرته، فيما تم نشر شائعات عن مقتله لإحداث حالة من الفوضى الداخلية حول مصيره.

ما سبب تراجع دعم إيران وروسيا لبشار الأسد؟
كانت إيران قد بدأت تشعر بقلق متزايد نتيجة للاستهدافات المتكررة لمستشاريها العسكريين في سوريا، ما أدى إلى تشككها في موثوقية النظام السوري.
كما كان لديها مخاوف من دفع مزيد من القوات إلى سوريا في ظل تزايد الخطر، فيما أبدت روسيا شعورًا بالإرهاق المالي والعسكري بسبب تعقيدات الوضع في سوريا، إضافة إلى اهتمامها المتزايد بمسائل أخرى، مثل الصراع في أوكرانيا.