الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

قصة أصحاب الفيل.. "للبيت رب يحميه"

قصة أصحاب الفيل
قصة أصحاب الفيل

تعد قصة أصحاب الفيل واحدة من أهم المعجزات الإلهية التي تجلت في التاريخ، والتي تؤكد قدرة الله المطلقة على حماية بيته الحرام. 

قصة أصحاب الفيل

وقعت الحادثة في عام الفيل، العام الذي وُلد فيه النبي محمد (صل الله عليه وسلم)، وورد ذكرها في القرآن الكريم بسورة الفيل، حيث بيّن الله كيف أرسل جنودًا من السماء لتدمير جيش أبرهة الأشرم، الذي جاء لهدم الكعبة.

قصة أصحاب الفيل

سبب حادثة الفيل

كان أبرهة الأشرم، حاكم اليمن تحت إمبراطورية الحبشة، يسعى إلى تعزيز مكانة الديانة النصرانية في الجزيرة العربية، فقام ببناء كنيسة ضخمة أطلق عليها اسم القُلّيس، وأراد أن يجعلها مقصدًا للحجاج بدلًا من الكعبة، وعندما أهان رجل من بني كنانة هذه الكنيسة بالتغوط فيها، استغل أبرهة هذا الحدث كذريعة للتوجه نحو مكة وهدم الكعبة، ولم يكن هذا القرار دينيًا فحسب، بل كان جزءًا من مخطط سياسي لربط اليمن ببلاد الشام تحت راية النصرانية.

استعدادات أبرهة لهدم الكعبة

جهّز أبرهة جيشًا ضخمًا مزودًا بالفيلة، وسار على رأسه متجهًا إلى مكة، وكانت الفيلة رمزًا للقوة آنذاك، مما زاد من رهبة جيشه في نفوس الناس، وعندما وصل جيش أبرهة إلى مشارف مكة، بدأ بمصادرة ممتلكات أهلها، ومن بينها مائتا بعير لعبد المطلب، جد النبي (محمد صل الله عليه وسلم).

موقف أهل مكة

سرعان ما انتشر خبر قدوم أبرهة بين أهل مكة، فأصابهم الذعر على مصير الكعبة، ورغم أن أغلبهم كانوا يعبدون الأصنام، إلا أن الكعبة كانت تمثل بالنسبة لهم رمزًا مقدسًا ومركزًا دينيًا واقتصاديًا. 

وخرج عبد المطلب للقاء أبرهة وطلب منه إعادة الإبل المصادرة، وعندما سأله أبرهة عن سبب عدم دفاعهم عن الكعبة، قال عبد المطلب قولته الشهيرة: "أنا رب الإبل، أما البيت فله رب يحميه".

حماية الله لبيته الحرام

وعندما بات جيش أبرهة على مقربة من الكعبة، أرسل الله طيورًا أبابيل تحمل حجارة من طين متحجر، وقامت الطيور بإسقاط الحجارة على الجيش، فأهلكتهم جميعًا، وتحولوا إلى أشلاء متناثرة كأوراق الزرع اليابسة.

ماذا نستفيد من قصة أصحاب الفيل؟

هناك العديد من العبر التي يمكن الاستفادة بها وفهمها من قصة أصحاب الفيل، تتمثل في الآتي:

1. عظمة الكعبة ومكانتها: حيث تؤكد القصة أن الكعبة ليست مجرد بناء حجري، بل هي بيت الله الذي لا يملك أحد أن يمسه بسوء.

2. قدرة الله المطلقة: تجلت في القصة قدرة الله على الدفاع عن بيته بطرق تفوق قدرة البشر، الأمر الذي يذكر المؤمنين بحقيقة الاعتماد على الله في كل أمر.

3. تمهيد للبعثة النبوية: إن وقوع الحادثة في العام الذي وُلد فيه النبي (محمد صل الله عليه وسلم)  يُظهر الحكمة الإلهية في تمهيد الطريق لرسالة الإسلام.

4. درس في التوكل: قول عبد المطلب "للبيت رب يحميه" يُعلّم المسلمين قيمة التوكل على الله في مواجهة التحديات الكبرى.

تم نسخ الرابط