هل السيدة نفيسة مدفونة في مصر؟ .. اعرف قصة حياة أم الزاهدات وحفيدة الرسول
تختتم الطرق الصوفية، مساء اليوم الأربعاء، احتفالاتها بذكرى مولد السيدة نفيسة، المعروفة بـ"نفيسة العلوم" و"أم الزاهدات".
الطرق الصوفية تختتم احتفالات ذكرى مولد السيدة نفيسة
السيدة نفيسة هي ابنة الإمام حسن الأنور ابن الإمام زيد الأبلج، حفيد الإمام الحسن السبط رضي الله عنهما، يمتد نسبها الشريف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عبر السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي رضي الله عنهما.
ولدت بمكة المكرمة عام 145هـ، ونشأت في المدينة المنورة في كنف أسرة متدينة تعتز بارتباطها الوثيق ببيت النبوة، وكانت السيدة نفيسة مثالًا للورع والزهد، حيث عُرفت بحفظها للقرآن الكريم وتفسيره، وصيامها المتواصل، وقيامها بالليل، بالإضافة إلى سخائها وكراماتها العديدة.
قدوم السيدة نفيسة إلى مصر
وفي أواخر رمضان من عام 193هـ، وصلت السيدة نفيسة إلى مصر مع أسرتها الكريمة، حيث استقبلها أهل البلاد استقبالًا حافلًا يعكس حبهم وتقديرهم لأهل البيت.
واستقرت في البداية في دار كبير التجار، ثم انتقلت إلى منزل قرب الموقع الحالي لمسجدها في درب السباع، وارتبطت السيدة نفيسة بعدد من المواقف والكرامات، منها شفاء فتاة يهودية من مرضها بماء وضوئها، وهو ما كان سببًا في إسلام أسرة الفتاة.
تأثيرها العلمي والديني في مصر
كان للسيدة نفيسة أثر بالغ في الحياة العلمية والدينية بمصر، حيث كان العلماء وطلبة العلم يتوافدون على منزلها للاستفادة من علمها ودعواتها المباركة، ومن أبرز من تلمذ على يديها الإمام الشافعي، الذي اعتاد زيارتها والاستفادة من توجيهاتها، وعندما وافته المنية، صلت عليه السيدة نفيسة ودعت له بخير.
وفاتها ووصيتها العظيمة
حفرت السيدة نفيسة قبرها بيدها داخل منزلها، وخصصت وقتها للعبادة وقراءة القرآن فيه، وفي الخامس عشر من رمضان عام 208هـ، رحلت إلى الرفيق الأعلى بينما كانت تقرأ سورة الأنعام، ووصلت إلى قوله تعالى: "لهم دار السلام عند ربهم"، وتم دفنها في مقامها الحالي، الذي أصبح منارة محبة وتقدير لها عبر الأجيال.
قصة مسجد السيدة نفيسة
تحدث الشيخ علي الله الجمال، إمام مسجد السيدة نفيسة، عن تفاصيل مقامها ومسجدها الحالي، مبينصا أن والي مصر أهدى دارها في درب السباع، حيث كانت تلتقي الناس مرتين أسبوعيًا للرد على أسئلتهم، ولا يزال المسجد يحمل عبق تاريخها ويحتضن مقامها الذي حفرته بيديها، ليبقى شاهدًا على حياتها المليئة بالعبادة والعطاء.