ما سبب انسحاب الجيش السوري من حماة ؟
سبب انسحاب الجيش السوري من حماة.. تصدرت أحداث المشهد من جديد، وذلك على خلفية انسحاب الجيش السوري من مدينة حماة وسط البلاد، ما أسفر عن إعلان الجماعات المسلحة سيطرتها على أهم مفاصلها، ويرصد موقع الأيام المصرية التفاصيل.
وشهدت جبهات القتال في الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري وعناصر تنظيمات إدلب، حيث كانت المعارك تدور بين كرّ وفرّ على العديد من المحاور الاستراتيجية.
وفي ظل هذه المواجهات الشرسة، أرسل الجيش السوري تعزيزات ضخمة لمنع تقدم الجماعات المسلحة من الريف باتجاه مدينة حماة.
الجماعات المسلحة تسيطر على حماة
ومع استمرار العمليات العسكرية، تمكنت الجماعات المسلحة من إحداث اختراق شمال المدينة عبر الطريق الصحراوي، مرورًا بالمزيريب، ليتمكنوا من دخول حي الأربعين والقصور، ومن ثم التوغل في أجزاء أخرى من حماة.
ما سبب انسحاب الجيش السوري من حماة ؟
أصدر الجيش السوري أوامر بالانسحاب من قلب حماة، حرصًا على حماية المدنيين من تبعات القتال العنيف داخل المدينة، حيث هدفت هذه الخطوة إلى تجنب التصعيد العسكري في المناطق السكنية وللحفاظ على حياة المواطنين، مع استمرار الجيش في إعادة تموضعه في المواقع المحيطة بالمدينة لمنع تقدم المسلحين.
وأكد الجيش السوري أنه خاض معارك شرسة لصد الهجمات المتتالية من الجماعات المسلحة على حماة، رغم تكبدها خسائر كبيرة، مشيرًا إلى أن الانسحاب كان ضروريًا من أجل حماية المدنيين في المدينة، مع تأكيده على استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات المسلحة.
فيما نجحت الفصائل المسلحة في تطويق مدينة حماة من ثلاث جهات، ما أدى إلى إعلان سيطرتها الكاملة عليها بعد انسحاب الجيش، مؤكدًا مصدر سوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 200 آلية عسكرية انسحبت من ريف حماة الجنوبي باتجاه حمص.
سبب انسحاب الجيش السوري من حماة
يرى مراقبون أن الحرص على أرواح المدنيين لم يكن السبب الوحيد لانسحاب الجيش السوري من مدينة حماة، إنما أيضًا يعاني الجيش السوري من مشكلات نتيجة القصف الإسرائيلي في الفترة الأخيرة ما قبل وقف إطلاق النار في لبنان فضلَا عن الأزمة السورية التي كانت منذ 2011.
كما أن نجاح الجماعات المسلحة في السيطرة على حماة وغيرها من أنحاء سوريا في وقت قصير قد يرجع إلى أن هذه الجماعات تلقت تدريبات وتخطيط من دول ممولة منذ فترة طويلة تصل إلى أشهر معدودة.
موقع مدينة حماة الاستراتيجي
تعتبر مدينة حماة ذات أهمية استراتيجية بالغة على الصعيدين العسكري والجغرافي، حيث تربط بين شمال سوريا وجنوبها، وتقع على بعد 213 كيلومترًا شمال دمشق و46 كيلومترًا شمال حمص، كما تبعد حوالي 135 كيلومترًا عن حلب.
ويمثل سكان حماة أغلبية سنية قوامها نحو 700 ألف نسمة حسب تقديرات سابقة، حيث تتمتع المدينة بتاريخ طويل، حيث تعود إلى العصر البرونزي والعصر الحديدي، وتشتهر بمعالمها الأثرية مثل الحصون والنواعير.
كما تتمتع مدينة حماة بموقع محوري على الطرق السريعة التي تربط أهم المدن السورية مثل دمشق وحلب وحمص واللاذقية، مما يزيد من أهمية السيطرة عليها.