شيخ النحاسين في شارع المعز.. العم محمود يبدع في تشكيل الأباجورات| فيديو
تشكيل النحاس .. تنساب رياح الخريف الرطبة بين أنفاس الهواء، الذي يخترق أخيرًا حرارة الصيف، بينما تتردد ألحان الست أم كلثوم بأغنيتها الشهيرة "ألف ليلة وليلة"، لتملأ الأجواء بعبير الفن والجمال، وتغمر الشوارع العتيقة في القاهرة، حيث يتسرب صوتها العذب من أحد الحوانيت، محاكيًا تاريخًا طويلًا من الإبداع.
وبينما تعكس جدران شارع المعز لدين الله الفاطمي في قلب القاهرة القديمة الفن الإسلامي بكل تفاصيله، تقف العديد من المعالم التاريخية التي تحمل طابع الحضارات المختلفة، من سبيل عبد الرحمن متجهًا إلى قبة مسجد الصالح نجم الدين أيوب، مرورًا ببيت السحيمي وصولًا إلى باب زويلة.
وفي هذا الشارع، اتخذ شيوخ فن تشكيل النحاس وتطعيمه مركزًا لهم، حيث أطلقوا على هذا المكان اسم "حي النحاسين"، هؤلاء الرجال، الذين أغواهم بريق المعدن الثمين وجمال الرسومات التي يطعمون بها النحاس، قرروا السير في طريق الفن بعد أن تبعهم حب الجمال، ليكتشفوا شغفهم في صناعة الحرف النادرة.
رحلة الحرف في حي النحاسين
منذ صغره، شغف عم محمود رضا بفن تشكيل النحاس، وهو فن توارثته عائلته عبر الأجيال، استطاع أن يحفر هذا الفن في قلبه، لتستقر نقوشه على العديد من القطع النحاسية مثل الشمعدانات، المباخر، الأواني، الثريات، والمزهريات، التي زخرفها برسوم بديعة، وقد حملت كل قطعة منها جزءًا من روحه، لتكون شاهدًا على رحلة طويلة من العشق والتفاني في هذا الفن القديم.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
وأضاف عم محمود لمسته الخاصة على أعماله، حيث طبع فيها نقوشًا تعكس القيم والجماليات التي كانت سائدة في العصرين الفاطمي والعثماني، ليعكس من خلالها تاريخًا طويلًا من الإبداع والحرف اليدوية التي لا تنتهي، فأصبح أحد رواد تشكيل النحاس في مصر القديمة رغم ارتفاع سعر الكيلو منه والذي أضحى يناهز الـ 1200 جنيه.