حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل.. الإفتاء تجيب
حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل.. ارتفعت أزمات التفكك الأسري بشكل كبير في الآونة الأخيرة، الأمر الذي ترتب عليه قطع صلة الأرحام بين أفراد الأسرة الواحدة، وجاء ذلك نتيجة للعديد من الأسباب التي يأتي في مقدمتها الميراث.
حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل
وفي هذا الصدد، قال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، إن صلة الرحم تعتبر واجبًا شرعيًا لا يجوز التفريط فيه، حتى في ظل وجود خلافات بين الأقارب.
وأوضح أن الإسلام جعل صلة الرحم من صفات أهل الجنة، مستشهدًا بقوله تعالى: «الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل».
وفي رده على استفسار حول كيفية صلة الرحم في حال وجود مشاكل عائلية، بيّن الورداني أن الإسلام يجيز تقليل الزيارات أو إطالة المدة بين اللقاءات، وأيضًا خفض عدد المكالمات الهاتفية عند الضرورة.
وشدد على أن القطيعة المطلقة مرفوضة شرعًا، موضحًا أن صلة الرحم يمكن أن تتحقق من خلال أفعال الخير المختلفة، مثل الإحسان والتحدث بكلام طيب وصيانة سمعة الأقارب ودعمهم في الأوقات الحرجة.
هل يجوز قطع صلة الرحم بسبب المشاكل؟
أعرب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن استيائه لاقتصار البعض على إرسال رسائل نصية أو هدايا رمزية كوسيلة لصلة الرحم، معتبرًا أن هذا التقليد للغرب لا يتماشى مع تعاليم الإسلام.
ولفت خلال لقاء تلفزيوني، إلى أن النبي صل الله عليه وسلم كان يُظهر نموذجًا عمليًا لصلة الرحم من خلال زياراته اليومية لابنته السيدة فاطمة الزهراء واهتمامه المستمر بأحفاده الحسن والحسين، مؤكدًا أن التواصل المباشر والزيارات الشخصية هما جوهر صلة الرحم الحقيقية.
علي جمعة: لا يجوز قطع صلة الرحم مطلقًا
وفي ذات الصدد، أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن صلة الرحم لا يجب قطعها حتى في أبسط أشكالها مثل مكالمة هاتفية أو رسالة تهنئة.
وأردف، أن الإسلام يرفض الهجر التام بين المسلمين، مستشهدًا بحديث النبي صل الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال"، منوهًا أن الهجر الكامل يتعارض مع مبادئ الإسلام التي تدعو إلى التسامح والمحبة.