مهنة تتناقلها الاجيال.. "عم ربيع" ينسج أعواد العرجون على جبل الصبر بالوادي الجديد
العرجون .. في قلب صحراء الوادي الجديد، من وسط قسوة الحياة وبين عواء الرياح، يخرج النخل ليعكس صورة الحياة والصبر، ومن بين ثناياه يظهر "العنقود" المتشابك من الجذوع ليروي قصص من قديم الزمان.
يشكل العرجون، أو كما يُسمى "العريش"، قطعة فنية تخرج من جذوع النخيل تتحول على أيدي فنانين مهرة لتصبح أحد أهم مكونات التراث الشعبي، يروي قصصًا عميقة من الأصالة والحرفية.
"حتى عاد كالعرجون القديم"
يشرع "عم ربيع" في العمل على العرجون من لحظة القطع، فينتقي جذع النخلة الناضجة التي تفيض بالحياة، وبعد تقطيعه إلى قطع دقيقة، يبدأ في تشكيله في حزم ملتوية، تروي للأجيال الجديدة قصة حرفة تناقلها الأجد جيل من بعد جيل.
من بين أيدي حفر عليها الشقي أخاديد يخرج العرجون في أشكال شتى مابين السلال الصغيرة، والحقائب، والأقفاص والأطباق الديكورية، وصولاً إلى الهياكل التي تستخدم لتظليل المنازل في القرى القديمة.
العمل لازمة الرجولة، لم يركن عم "ربيع " إلى الراحة بعد بلوغه سن المعاش وتقاعده من وظيفته بالأزهر الشريف بل لجأ إلى الصناعات اليدوية وعلى رأسها العجون، والتي شاغلت قلبه وشغلت عقله منذ الصبا ليستعيد ذكريات من زمن بائد كان حينها تلميذًا لوالده الذي رواه بالصنعة وتجرعها عم ربيع في مهارة.