أين تذهب الروح اثناء النوم؟.. لجنة الفتوى تحسم الجدل
اين تذهب الروح اثناء النوم؟.. يعتبر النوم هو الموتة الصغرى، وحالة غامضة تجمع بين الراحة الجسدية والانفصال الجزئي عن الواقع.
وقد وردت مقولة أن الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن إذا باتت طاهرة في حديث منسوب لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، جاء فيه: "الأرواح تعرج في منامها إلى السماء، فتؤمر بالسجود عند العرش؛ فمَن كان طاهرًا، سجَد عند العرش، ومن ليس بطاهر، سجد بعيدًا عن العرش".
حكم الوضوء قبل النوم
وفي هذا الصدد، أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن الوضوء قبل النوم سنة مستحبة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكنه ليس واجبًا.
وأضافت أن من فضائل النوم على طهارة ما جاء في حديث رواه ابن حبان: "مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا، قَالَ الْمَلَكُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا".
وأشارت إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لفت إلى أن من يبيت ذاكرًا لله وطاهرًا ثم يستيقظ ويسأل الله من خيري الدنيا والآخرة، فإن الله يستجيب له.
علاقة الروح بالجسد أثناء النوم
ومن جهته، بيّن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، أن النوم يمثل حالة خاصة تتسم بارتباط الروح بالجسد بشكل مختلف.
واستند إلى قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42]، موضحًا أن هناك نوعين من الوفاة، الأولى عند النوم، حيث تغادر الروح الجسد مؤقتًا وتعود لاستئناف الحياة، والثانية عند الموت، حيث تغادر الروح الجسد نهائيًا ولا تعود إلا يوم البعث.
وأضاف أن القرآن الكريم يؤكد أن الروح من أمر الله، ولا يدرك البشر حقيقتها بشكل كامل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85].
وتابع: وعلى الرغم من محاولات العلماء تفسير طبيعة الروح ووزنها باستخدام تقنيات مختلفة، إلا أن حقيقتها تظل غيبية.
وأكد "جمعة" أن الروح لا تفنى، بل تبقى في حالة أسعد بعد مفارقة الجسد، سواء في النوم أو الموت.