ماذا يعني تعديل العقيدة النووية الروسية؟.. ترامب في ورطة قبل تسلم السلطة
ماذا يعني تعديل العقيدة النووية الروسية.. اقتربت نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تعرف بمرحلة "البطة العرجاء"، حيث تتراجع قدرة بايدن على التأثير في الساحة السياسية الداخلية والخارجية، تتسارع التطورات الدولية التي تعكس تحولات محتملة في موازين القوى العالمية، ويرصد موقع الأيام المصرية التفاصيل.
من أبرز هذه التطورات، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحديث العقيدة النووية الروسية، وهو خطوة تعكس تقديرًا دقيقًا للمشهد السياسي العالمي واستعدادًا للتغيرات المتوقعة في السياسة الأمريكية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ماذا يعني تعديل العقيدة النووية الروسية ؟
روسيا بصدد تعديل عقيدتها النووية بشكل يسمح لها باستخدام الأسلحة النووية في حالات "التهديد الوجودي"، وليس فقط رداً على الهجوم النووي المباشر، وهذا التعديل قد يمنح موسكو مرونة أكبر في اللجوء إلى الضربات النووية الوقائية إذا اعتبرت أن مصالحها الأمنية مهددة بشكل وجودي .
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، بأن هذه التعديلات تأتي كرد فعل على التصعيد المستمر من قبل الغرب في الصراع الأوكراني، والذي يعكس ما وصفه بمسار التصعيد من قبل "الخصوم الغربيين".
وكان الشهر الماضي قد شهد هجومًا غير متوقع من قبل القوات الأوكرانية على الحدود الغربية لروسيا، وهو الهجوم الذي لا تزال موسكو تحاول التصدي له.
ضعف تأثير الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته
يضعف تأثير الرئيس المنتهية ولايته في اتخاذ قرارات طويلة الأمد بالتزامن مع المرحلة الانتقالية لتسليم لسلطة للرئيس المنتخب، وهو ما قد يشجع خصوم الولايات المتحدة، مثل روسيا، على إعادة تقييم أولوياتهم وتوجيه رسائل استراتيجية.
روسيا تعيد ترتيب أوراقها ردًا على قرار بايدن
ومن المتوقع أن تحاول روسيا إعادة ترتيب أوراقها استجابة لهذه التحولات المحتملة، بالتزامن مع التغير الجذري المحتمل بشكل كبير في السياسة الأمريكية تحت إدارة دونالد ترامب، التي يُعرف عنها تساهلها مع روسيا ورغبتها في تقليص التدخل الأمريكي في النزاعات الدولية.
ويُعد إعلان بوتين عن تحديث العقيدّة النووية خطوة استراتيجية تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية مهمة، إذ يُرسل بوتين من خلالها رسالة قوية للغرب تؤكد أن روسيا ستظل قوة نووية لا يمكن تجاهلها، وتستغل فترة الانتقال في واشنطن لتوضيح خطوطها الحمراء، خاصة في ظل استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
شكل العلاقات الروسية الأمريكية في عهد ترامب المقبل
ويتوقع بعض المحللين أن تشهد العلاقات بين واشنطن وموسكو في عهد ترامب المقبل تغييرات كبيرة ربما تشمل تقليص الدعم لأوكرانيا والضغط على روسيا، بما يتماشى مع إعادة تشكيل النظام الدولي.
ويُعكس قرار بوتين بتحديث العقيدة النووية تحليلًا عميقًا للفراغ السياسي الذي يحدث خلال فترة "البطة العرجاء" في الولايات المتحدة.
ترامب في ورطة وحلفاءه يهاجمون بايدن
وفي هذا السياق، واجه بايدن انتقادات حادة من حلفاء ترامب بسبب السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لشن هجمات داخل الأراضي الروسية، معتبرين أن ذلك تصعيدًا خطيرًا.
وقبل مغادرته منصبه، قام بايدن بتغيير سياسته استجابة لطلب أوكرانيا، مع تعهد بتسريع المساعدات العسكرية لها، بينما تقترب الولايات المتحدة من تسليم السلطة لترامب في 20 يناير المقبل.
وقد عبر ترامب عن استعداده لإنهاء الحرب في أوكرانيا "في غضون 24 ساعة"، في الوقت الذي شكك فيه في مشروعية المساعدات الأمريكية التي تجاوزت 60 مليار دولار.
لكن بعد قرار بايدن وبوتين بشأن حرب أوكرانيا ذهب بعض المحللين إلى أن ترامب أصبح في ورطة لأن بايدن وبوتين اختارا تصعيد الأمر دون رجعة، لاسيما أن بوتين قرر الرد على بايدن بقرار تعديل العقيدة النووية الروسية، ما يؤشر بعجز ترامب عن تمكنه من وقف الحروب كما وعد بل عليه أن يختار ما بين روسيا أو أوكرانيا لدعم إحداهما.
