السبت 23 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

توليفة بهارات تدخل النغاشيش .. "طبخة" دلع معدتك بأكلة بيتي وسعر على قد الإيد

فسحة طبخة
فسحة طبخة

فسحة “طبخة” .. توليفة ذكية من البهارات، مزيج من الكمون والمستكة مع القرتفل والحبهان، تتسرب ببطء عبر أنفك تحر الروح من ثقلها وتمنح المار بشارع الإنشا في منطقة المنيرة فرصة للإستشفاء بعبق الرائحة من نسائم برد نوفمبر الباردة.

على شدو " إديث بياف"، تغزل سيمفونية من السحر تطرب آذان رواد مطعم "فسحة طبخة"، فينما يتولى مزيح الروائح الشهية في إطراب أنفك، في مساحة لاتزيد عن 3 أمتار، يمارس "حكيم شامي" طالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة، في جامعة القاهرة، فروض عشق الطهي الذي لازمه منذ الطفولة، طابعًا لمساته العصرية على قائمة من أشهى المأكولات المصرية الأصيلة في "منيو" يتبدل يوميًا تزامنًا مع خيرات الطبيعة المتاحة بالأسواق.

منيو من خضار اليوم 

بينما تلقي أشعة شمس الصباح خيوطها على شوارع حي السيدة زينب بالقاهرة، وتنساب سهامها عبر خصاص نافذة حجرة حكيم بمنزل أسرته، يغادر الشاب صاحب الـ 24 ربيعًا حاملاً معه حقيبة قماش متوسطة الحجم، متوجهًا إلى إحدى أسواق الحي، ينتقي بمهارة صياد مخضرم أجود الخضروات، ويوازن بين أزواج الحمام بنفسه، منتقيًا الأفضل من بينما، ويرقب حكيم عن كثب جزار الحي بينما يعمل ساطوره على فخذ العجل لينتزع القطعة الفريدة التي طلبها منها، قبل أن يحمل "حكيم" ماغنمه من السوق عائدًا صوب "طبخة".

تنقل حكيم بين الوظائف المختلفة كعازف على السلم الموسيقي حتى استقر على إطلاق طبخة، في صفحة خاصة به على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جمعت الأخوة والأقارب والأصدقاء، معلنًا عن قائمة طويلة من الأكلات التقليدية التي يعشقها الجميع، معدة بعناية من المنزل، قبل أن يتجسد مشروعه في "فسحة طبخة"، التي رأت النور بدعم أسرته لوضع حجر أساس المكان.

فنان بدرجة طاهي 

ترتفع لوحات فن الكولاج لتغطي حوائط المطعم، والتي نفذها حكيم نفسه، لتتجلى أسفل إضاءة ذهبية خافتة تضفي حالة من الود والحسن على "الفسحة" التي تحتضن زوارها من المصريين والأجانب وخاصة من الفرنسيين الذي وقعوا أسرى الأكل البيتي.

كعازف كمان، يقود حكيم أدواته لإعداد وجبة الغذاء والتي تصبح جاهزة يوميًا مع دقات الواحدة ظهرًا، يضع حفنة من التوابل على "الطبخة" ممسكًا بزمام الرائحة، ومسيطرًا على جودة شذى العبير المنساب منها، آملاً في أن تنول الوصفة التقليدية ومكوناتها السرية الإضافية رضا رواده الأوفياء.

تم نسخ الرابط