صناعة أواني الخشب بأيدي مصرية في الإسكندرية.. الجودة في مقابل الانتشار (خاص)
أطقم الخشب .. تتلألأ أشعة شمس الفجر على صفحة الماء فتتجلى وجوه صيادو عروس البحر، بعيونٍ كحلها السهر، وزينها الرضا بالرزق الوفير، تعلو جباه غضنها العرق، وبينما تتمايل المراكب على عباب المياه تداعبها نسائم الليل الأفلة، تلوح أولى خيوط النهار في الأفق يحمل "ياسر" حقيبته ويتوجه إلى ورشته لتصنيع أواني الطعام الخشبية بإحدى الضواحي المطلة على بحر الإسكندرية.
يطل عبير هواء الإسكندرية من ملامحه التي تشربت بهدوء غامض، بينما ينهمك "ياسر رمضان"، الشاب الثلاثيني، في انتقاء قطع الخشب الممتازة قبل أن يتوجه بها إلى ورشته، التي تحمل اسم والده، في مهنة تشربت بها عروقه، ورثها أبًا عن جد.
يخلص ياسر الأخشاب من الزوائد، ويبدأ في تشكيلها في هيئة أواني لتقديم الطعام وأدوات للمائدة من ملاعق وشوك، بجانب بطرمانات حفظ البهارات التي يشتهر بإجادة تصميمها بعدة أشكال مختلفة مع تزويدها بغطاء يحكم غلقها فلا يتسرب السوس إلى داخلها.
الصدفة تقود ياسر لإطلاق مجموعته الأولى
أطلق "ياسر رمضان" مشروعه الأول منفردًا متحديًا ذاته، في أن تتغلب موهبته على خبرة العائلة، فاستعان بعدد من قطع الأخشاب الطبيعية وشكلها في طقم فناجين للقهوة لتكون باكورة إنتاجه الخشبي قبل أن ينشرها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فتلقى رواجًا بين رواد الموقع وإقبالاً غير مسبوق بالنسبة له.
مبدأ “الجودة في مقابل الانتشار” أرسى نجاح ياسر
توالت القطع بعدما انهالت عليه طلبات الشراء من المئات من داخل ضواحي عروس البحر الإسكندرية وخارجها، الذي وجدوا في منتجات ياسر الخشبية منتجات تجمع بين الروعة والرونق والسعر المناسب، خاصة في ظل اعتماده الكامل على الأخشاب الطبيعية فلا نظير للجودة في مجابهة إغراق السوق بقطع بالية لن يمر الكثير من الوقت قبل أن تبلى، لكن "ياسر" استأثر بالخامة الممتازة للأخشاب التي جعلت معرضه قبلة لهواة القطع الفنية المميزة وللعرائس اللواتي يريدن ضم طقم أنيق من الخشب الطبيعي إلى سفرتهن.