أقدم مُشكل معادن بأسيوط يروي قصة عشق الألومنيوم.. يحاكي أمجاد وعبق التاريخ
ضربات متتالية يوجهها عم أحمد إلى خام الألومنيوم تكاد تصم على وقعها الآذان، مهنة ظل أسيرًا لعشقها منذ حوالي النصف قرن، حتى أصبح أكبر مشكل لخام الألومنيوم في محافظة أسيوط.
يقضي 3 ساعات من يومه على الأقل في الطرق على قطع الألومنيوم مطوعًا صلادتها باستخدام مطرقة كبيرة، يحملها بين يديه في خفة لا تناسب سني عمره التي تخطت الثمانين، يشرع في العمل على الألومنيوم في شكله الأولى حيث يحصل علي قطع الألومنيوم التي تأخذ شكل "أقراص" ثم يمارس عليها سحر طرقاته حتى تتخذ شكلاً جديدًا.
وما بين "طاسة" الطعمية، المستخدمة لإعداد العجينة بأكبر مطاعم المحافظة، وبين أواني طهي الطعام الخمة التي تلائم العزومات وغيرها، وجد عم أحمد ضالته في الألومنيوم بعد اندثار استخدام النحاس في صناعة نفس تلك الأغراض قبل عقود على إثر ارتفاع ثمن خام النحاس وندرته.
وعلى الرغم من مضي نصف قرن على تطويع عم أحمد لخام الألومنيوم، لا يزال النحاس يستأثر بذائقته الفنية رغم سهولة تشكيل الألومنيوم، مقارنة بالنحاس، إذ تعيد سيرة النحاس أمجاد ماضي عم أحمد وأجمل القطع التي انتجتها يده ما بين أواني وقطع ديكورية وغيرها، في مهنة تشربت بها عروقه وتوارثتها عائلته أبًا عن جد.