السبت 23 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل استنشاق الحوامل هواءً ملوثًا يصيب الأطفال بالتوحد؟.. دراسة جديدة تنذر بكارثة

دراسة تكشف العلاقة
دراسة تكشف العلاقة بين تلوث الهواء وإصابة الأطفال بالتوحد

كشفت دراسة حديثة عن نتائج هامة توضح تأثير البيئة على تطور الدماغ في مراحل الجنين مبكرًا من الحياة، والتي تشير إلى أن تلوث الهواء الذي تستنشقه النساء أثناء الحمل قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر إصابة أطفالهن بالتوحد.

ويوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية أهم ما جاء في الدراسة الجديدة التي تكشف العلاقة بين تلوث الهواء والإصابة بالتوحد.

أطفال ذو استعداد وراثي للتوحد تعرضوا لأربعة ملوثات عرضة للإصابة

أظهرت نتائج الدراسة التي اعتمدت على مراجعة لأبحاث أجريت حديثًا حول التوحد، بأن الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للتوحد والذين تعرضوا لأربعة ملوثات هواء شائعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالحالة.

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين تلوث الهواء وإصابة الأطفال بالتوحد

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين تلوث الهواء وإصابة الأطفال بالتوحد 

يدخل الهواء الملوث إلى مجرى الدم ويصل إلى الدماغ وهناك، يمكن أن تتجاوز هذه الملوثات الحواجز الواقية للدماغ وتسبب التهابات، ما يؤثر على طريقة عمل الأعصاب وتطورها.

وأوضحت معدلات التوحد زيادة ملحوظة في جميع أنحاء العالم خلال العقود القليلة الماضية، حيث توصلت إحدى التحليلات الأخيرة في الولايات المتحدة، إلى أن معدلات الإصابة بالتوحد تضاعفت تقريبًا في الأطفال والشباب، حيث يعاني نحو 3 من كل 100 طفل من اضطراب طيف التوحد (ASD).

ويوضح الدكتور هيثم أمل، رئيس قسم مختبرات علم الأعصاب وعلم الإشارات الخلوية والطب الانتقالي في الجامعة العبرية في القدس: "نحن نحاول فهم ما الذي قد يساهم في هذه الزيادة في الحالات".

ويضف أمل أن الدراسة ركزت بشكل رئيسي على أكسيد النيتريك (NO)، وهو غاز يُطلق عند حرق الوقود في السيارات، مقترحًا أن التوحد ناتج عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية.

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين تلوث الهواء وإصابة الأطفال بالتوحد

وتناولت دراسة فريق الدكتور هيثم مراجعة الدراسات التي تناولت الأطفال المصابين بالتوحد، والدراسات التي استخدمت خلايا بشرية وتجارب على الفئران، حيث ركزوا على أربعة مكونات مختلفة لتلوث الهواء: الجسيمات الدقيقة (PM)، وأكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون، في الورقة البحثية التي نُشرت في مجلة Brain Medicine.

وتُنتج الجسيمات الدقيقة من مواقع البناء ومحطات الطاقة والسيارات، وهي أصغر بكثير من شعرة الإنسان، بما يتراوح بين 7 إلى 30 مرة أصغر، أما ثاني أكسيد الكبريت غاز عديم اللون يُنتج عند حرق الوقود أو صهر المعادن، في حين أن الأوزون غاز عديم اللون والرائحة يُنتج من مصانع الكيميائيات والدهانات القائمة على النفط.

ووجد الباحثون أن الذين لديهم استعداد وراثي للتوحد والذين تعرضوا لتلوث الهواء في مراحل مبكرة من حياتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بالأشخاص الذين تعرضوا لمستويات أقل من التلوث. وهذا يشير إلى أن تفاعل الجينات مع البيئة قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد.

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين تلوث الهواء وإصابة الأطفال بالتوحد

ولم تقدم الورقة البحثية رقما دقيقا، لكن أبحاثا أقدم من قبل جامعة هارفارد أشارت إلى أن التعرض لتلوث الهواء مثل الجسيمات الدقيقة في الطفولة المبكرة قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد بنسبة تصل إلى 64%. أما في الرحم، فقد يزيد التعرض لهذه الجسيمات من خطر الإصابة بالتوحد بنسبة 31%.

وبينما ما يزال الأطباء غير متأكدين من السبب المحدد وراء الإصابة بالتوحد، يُعتقد أن ما بين 40 إلى 80% من حالات التوحد قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية. لذلك، قد يكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتوحد إذا كان هناك شخص في عائلتهم المباشرة مصابا به.

وأفاد فريق الدكتور هيثم أنهم ما يزالون غير متأكدين تماما من سبب ارتباط التلوث بالتوحد، لكن لديهم بعض النظريات، التي يمكنها أن تقدم بعض التفسيرات، بينها أنه عندما يستنشق الشخص هذه الملوثات، فإنها قد تسبب التهابا في الأنسجة العصبية، ما يغير كيفية تطورها مع مرور الوقت. 

وتشير الأبحاث إلى أن أكسيد النيتريك قد يعبر المشيمة ويصل إلى الجنين في مراحل مبكرة من التطور، وفي الرحم، وفي مرحلة الطفولة المبكرة، يكون الأفراد أكثر عرضة لتأثيرات هذه الملوثات، حيث ما يزال الدماغ في طور النمو.

وتقول النظرية الأخرى إن استنشاق التلوث قد يعطل إنتاج بعض المواد الكيميائية التي تتحكم في الدماغ، مثل الدوبامين والنورإبينفرين، والتي تلعب دورا مهما في اتخاذ القرارات وفي تطور الدماغ بشكل عام.

وأخيرًا، يشير الباحثون إلى أن زيادة حالات التوحد في جميع أنحاء العالم قد تكون جزئيا نتيجة للزيادة في الوعي بالمرض، ما يؤدي إلى تشخيص حالات أكثر.

تم نسخ الرابط