هل يصيب لولب منع الحمل الهرموني بـ سرطان الثدي؟ دراسة جديدة تفجر مفاجأة
توصلت دراسة جديدة إلى وجود علاقة بين اللولب الهرموني الرحمي وسرطان الثدي، ولكن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن زيادة كبيرة في المخاطر ربما تسبب قلقًا لا داعي له، حيث تؤكد الدراسة في النهاية أنه لا يمكننا القول أن اللولب الرحمي هو السبب في الإصابة بسرطان الثدي.
يوضح موقع الأيام المصرية أهم ما جاء في الدراسة الجديدة التي نشرتها موقع "كونفرسيشن" حول علاقة لولب منع الحمل بالإصابة بسرطان الثدي والتي نوضحها خلال السطور التالية.
ما هي اللولب الرحمي وعلاقته بسرطان الثدي؟
اللولب الرحمي هو جهاز يستخدم عادة لمنع الحمل، حيث يتم وضعه داخل الرحم لمنع الحمل، وتحتوي الإصدارات القديمة من اللولب الرحمي على النحاس كمكون نشط، أما اللولب الرحمي "الهرموني" الأحدث فيفرز ببطء هرمون البروجسترون الاصطناعي المسمى الليفونورجيستريل، وهو يحاكي هرمون البروجسترون الطبيعي في الجسم.
إن كلا النوعين من اللولب الرحمي النحاسي والهرموني فعالان في منع الحمل لسنوات عديدة، ويتم استعادة الخصوبة بسهولة عند إزالتها، ولكن اللولب الهرموني له ميزة إضافية تتمثل في جعل الدورة الشهرية أخف وأقل إيلامًا للسيدات التي تستخدمه.
تعاني العديد من النساء من الألم عند إدخال اللولب أو نزول بقع دموية منه في الأشهر القليلة الأولى من استخدامه، ولكن بالمقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى، تجد النساء اللولب مقبولًا للغاية ويستمرن في استخدامه.
ماذا وجدت الدراسة الجديدة بخصوص الإصابة بسرطان الثدي؟
استخدمت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من الدنمارك، بيانات من السجلات الصحية الوطنية للبحث عن روابط بين استخدام اللولب الهرموني وسرطان الثدي، حيث قاموا بمتابعة قرابة 80 ألف سيدة بدأن في استخدام اللولب الهرموني على مدى 20 عامًا.
وبناءً على الأرقام الأولية، قد تظن أن اللولب الهرموني يمنع الإصابة بسرطان الثدي، لأن هناك 720 حالة إصابة بسرطان الثدي في مجموعة اللولب الهرموني، ونحو 900 حالة في المجموعة الأخرى، لكن هذه ليست القصة الكاملة.
وقام الباحثون بدراسة الأشخاص الذين قرروا استخدام اللولب الهرموني، وقارنوهم بالأشخاص الذين لم يقرروا ذلك، وهذا يعني أن المجموعتين كانتا مختلفتين في العديد من النواحي الأخرى.
ويبدو أن مجموعة اللولب الهرموني والمجموعة الأخرى معرضتان لخطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل مختلف ــ ليس بسبب اللولب، بل بسبب اختلافات أخرى بينهما، بسبب (التعليم، والعمر، وعدد الأطفال، وبعض الأدوية الأخرى والحالات الطبية).
ومع ذلك، هناك العديد من عوامل الخطر المهمة الأخرى لسرطان الثدي والتي يبدو أن المؤلفين لم يأخذوها في الاعتبار، مثل وزن الجسم، وتعاطي الكحول، والتدخين، والنشاط البدني.
ما مدى حجم مخاطر الإصابة بسرطان الثدي؟
وهناك طريقتان مختلفتان يستخدمهما الباحثون للتعبير عن المخاطر: المخاطر "النسبية" والمخاطر "المطلقة"، حيث كانت الزيادة في المخاطر "النسبية" حوالي 30% للنساء اللاتي يستخدمن اللولب الرحمي لمدة تصل إلى خمس سنوات، و40% بعد 5-10 سنوات، و80% بعد 10-15 سنة من الاستخدام.
وتشير الدراسة إلى أننا قد نشهد 14 حالة إضافية من سرطان الثدي بعد ما يصل إلى خمس سنوات من الاستخدام، و29 حالة بعد 5 إلى 10 سنوات من الاستخدام، و71 حالة بعد 10 إلى 15 سنة من الاستخدام، ومن حيث "المطلق" كنسبة من جميع مستخدمات اللولب ــ فإن كل هذه الزيادات في المخاطر أقل من 1%.
ماذا تقول الأبحاث الأخرى؟
وهناك دراسة حديثة أجريت في السويد واستندت إلى بيانات من أكثر من نصف مليون مستخدم لللولب الهرموني، وهذا يشير إلى زيادة نسبية في خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 13% فقط ــ وهي نسبة أقل كثيرًا من الزيادة في الخطر في الدراسة الدنمركية.
كما تناولت الدراسة السويدية أنواعًا أخرى من السرطان، وأشارت النتائج إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم والمبيض وبطانة الرحم، وتُرى هذه الصورة المختلطة لبعض مخاطر الإصابة بالسرطان وبعض الحماية منه أيضًا في حالة حبوب منع الحمل التقليدية.
كافة وسائل منع الحمل تحمي المرأة من مخاطر الحمل
من المحتمل أن يكون الرابط بين اللولب الهرموني وسرطان الثدي صغيرًا جدًا، وقد يكون مجرد وهم إحصائي وليس شيئًا حقيقيًا، وحتى لو كان هذا خطرًا حقيقيًا، فمن الممكن تعويضه بالحماية ضد أنواع أخرى من السرطان.
ويتضاءل الخطر مقارنة بالمخاطر الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، مثل زيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، وتعاطي الكحول، والتدخين، ولا يعد اللولب الهرموني الخيار المناسب لمنع الحمل لكل امرأة.