الخميس 21 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

عالم أزهري: العالم قبل الإسلام كان مسرحًا لصراعات دامية وحروب لا تنتهي

الدكتور السيد بلاط
الدكتور السيد بلاط

قال الدكتور السيد بلاط، أستاذ التاريخ الحديث بـجامعة الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم سلط الضوء بوضوح على حاجة البشرية الشديدة إلى الرسالة المحمدية، مشيرًا إلى أن الإسلام جاء كنور وهدى للبشرية، في وقت كانت فيه تغرق في ظلمات الجهل والشرك.

ملتقى السيرة النبوية يناقش حاجة البشرية إلى الرسالة المحمدية
 

القرآن الكريم نصَّ على حاجة البشرية إلى الرسالة المحمدية

وأشار بلاط إلى قول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، مؤكدًا أن حال البشرية قبل الإسلام كان مليئًا بالضلال والتيه، وكانت بحاجة ماسة إلى رسالة ترشدها إلى النور وتخرجها من ضيق الشرك إلى سعة التوحيد.

وأضاف أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الحاجة من خلال قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾، مبينًا أن الإسلام أحدث تحولًا جذريًا في حياة البشر، ولا يدرك ذلك إلا من يفهم كيف كانت الأوضاع قبل ظهور هذه الرسالة وبعدها.

ديانات اليهودية والنصرانية المحرفة 

وتطرق "بلاط" إلى الأوضاع الدينية والاجتماعية قبل الإسلام، موضحًا أن الجزيرة العربية كانت مليئة بالأصنام، حيث كان يوجد بالكعبة وحدها 360 صنمًا يُعبد من دون الله، إضافة إلى وجود ديانات محرفة مثل اليهودية والنصرانية، وعبادات وثنية كعبادة الشمس والقمر والكواكب، وهو ما يؤكد حاجة الناس الماسة إلى دين يوحدهم على عبادة الله الواحد الأحد.

وبيّن أن العالم قبل الإسلام كان مسرحًا لصراعات دامية وحروب لا تنتهي بين الفرس والروم، وكان الوضع في الجزيرة العربية مشابهًا حيث كانت القبائل تعيش حروبًا طاحنة وصل عددها في مكة وحدها إلى 360 معركة، وكثيرًا ما كانت هذه النزاعات تنشب لأسباب تافهة بدافع العصبية القبلية، مما جعل العرب ضعفاء وأدى إلى خضوعهم لنفوذ الفرس والروم. 

وأكد أن هذا الوضع الفوضوي كان يحتاج إلى رسالة تعيد للبشرية استقرارها، وقد جاء النبي محمد ﷺ ليحقق هذا السلام.

الرسالة المحمدية جسر السلام والوحدة 

وأضاف أن الرسالة المحمدية كانت جسرًا للسلام والوحدة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا". 

وشدد على أن الإسلام نهى عن العصبية القبلية والتنازع لأنها سبب في ضعف الأمة، قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾.

الحياة الاجتماعية قبل الإسلام

وفيما يتعلق بالحياة الاجتماعية، لفت أستاذ التاريخ إلى أن المجتمع قبل الإسلام كان يتسم بالطبقية الشديدة، حيث انقسم الناس إلى طبقات كالسادة والأحرار، وطبقة الموالي والعبيد. 

وتابع: ورغم وجود بعض الفضائل مثل الكرم والشجاعة، إلا أن المجتمع كان مليئًا بممارسات سلبية كوأد البنات والزنا وتعاطي الخمر والسرقة وقطع الطريق، فجاء الإسلام ليضع تشريعات تنهى عن هذه الممارسات وتحرمها.

وفي ختام حديثه، نوه "بلاط" أن رسالة النبي ﷺ كانت الإصلاح الحقيقي للبشرية، حيث نجح الإسلام في تصحيح مسار المجتمع، ووضع حلول عملية للتخلص من تلك المشكلات التي كانت تقف عائقًا أمام تقدم الإنسانية وازدهارها.

تم نسخ الرابط