الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

لعنة الإقالة تطارد نتنياهو.. هل تخطط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لإزاحة رئيس الوزراء ؟

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

يشهد المستوى السياسي والأمني في إسرائيل توترات متزايدة، خاصة بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية الرئيسية في الدولة العبرية، مثل جهاز الشاباك، ولم تنشأ الخلافات مؤخراً فقط، بل تعود إلى فترة ما قبل حرب السابع من أكتوبر، وقد تفاقمت مع تطورات الحرب الحالية العدوانية على غزة ولبنان، مما جعلها محط اهتمام واسع.

خلافات سابقة على خلفية الإصلاحات القضائية

يُعتقد أن جذور التوترات الحالية بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية تعود إلى الأزمة التي اندلعت حول الإصلاحات القضائية التي طرحها رئيس الحكومة الإسرائيلي في بداية العام، ليخرج عدد من المسؤولين الأمنيين، بالإضافة إلى قادة قضائيين، للإعلان عن معارضتهم لهذه الإصلاحات، معتبرين أنها قد تؤثر على النظام القضائي في إسرائيل، وتهدد استقلاليته، وهذا الاعتراض لم يكن مقتصرًا على الفضاء السياسي، بل شمل كذلك دوائر أمنية رفيعة المستوى.

ويقول محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، فإن هذه الخلافات حول الإصلاحات القضائية بين نتنياهو وبعض الأجهزة الأمنية قد شكلت بداية للانقسام بين المستوى السياسي والأمني في إسرائيل، وهذه الخلافات كانت بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت التوترات الحالية، لا سيما في ظل القرارات التي اتخذها نتنياهو بخصوص تعيينات سياسية حساسة. 

نتنياهو

التوترات في إدارة الحرب والتعامل مع مفاوضات وقف إطلاق النار

مع تصاعد الحرب الجارية في غزة، ازداد التوتر بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية بشأن طريقة إدارة الحرب وكيفية التعامل مع الوفود المفاوضة، خاصة في ما يتعلق بمباحثات وقف إطلاق النار.

ويضيف محمد فوزي في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن أحد أبرز القادة الأمنيين الذين انتقدوا طريقة إدارة الحرب هو رونين بار، رئيس جهاز الشاباك، الذي خرج في عدة مناسبات لانتقاد نتنياهو، حيث في تصريحات له ذكر بار أن نتنياهو كان يبعث وفودًا مفاوضة "مُنزعة الصلاحيات"، مما يعني أنه يظهر للعالم أنه منفتح على المباحثات مع حركة حماس، بينما يواصل عمليًا تعطيل أي فرص حقيقية للتوصل إلى هدنة دائمة.

هذه الانتقادات تشير إلى وجود فجوة كبيرة بين المستوى السياسي، ممثلًا في شخص نتنياهو، والمستوى الأمني الذي يطالب بنهج أكثر فعالية وحسمًا في إدارة الحرب، ومن وجهة نظر الأجهزة الأمنية، فإن عدم وجود توافق سياسي على الإجراءات والتوجهات العسكرية قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الميداني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويمهد الطريق لصراعات داخلية في إسرائيل نفسها.

تسريبات مكتب نتنياهو.. صراع داخلي حاد

وتكشف الصحف والتسريبات الإعلامية الأخيرة عن صراع داخلي بين الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي، حيث أشار فوزي إلى أن ما يتم تداوله في الإعلام العبري يعكس احتدام الخلافات بشكل كبير. 

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت تسريبات إعلامية تشير إلى استياء قادة الأجهزة الأمنية من نهج نتنياهو، خصوصًا فيما يتعلق بإدارة الحرب والتعامل مع العواقب الإنسانية والسياسية للحرب في قطاع غزة.

وحتى أكثر من ذلك، ظهرت مؤشرات على أن بعض هذه الخلافات قد تؤدي إلى المزيد من الإقالات في الأيام المقبلة، فبعد إقالة وزير الدفاع، يوآف جالانت، بسبب معارضته لسياسات نتنياهو العسكرية، من المحتمل أن تطال الإقالات شخصيات أمنية أخرى رفيعة المستوى.

يعتقد البعض أن هذه الإقالات قد تكون جزءًا من محاولات نتنياهو لتشكيل حكومة أكثر توافقًا معه، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من التفكك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

نتنياهو وجالانت

الصراع بين المستوى السياسي والأمني داخل الكيان الإسرائيلي

تتعدى التوترات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية تتعدى كونها مجرد خلافات آنية، إذ تمثل هذه الأزمة بداية لصراع طويل الأمد بين المستوى السياسي والمستوى الأمني في إسرائيل. الصراع الذي نشأ حول الإصلاحات القضائية وامتد إلى الحرب في غزة يعكس طبيعة الحكومة الإسرائيلية التي تجد نفسها أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على وحدة الصف الداخلي، خاصة في ظل تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية.

وهذه الخلافات قد تخلق أجواء من الارتباك داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتؤثر على استراتيجياتها العسكرية والسياسية، وإذا استمر هذا الصراع، فقد ينعكس ذلك سلبًا على قدرة إسرائيل على التعامل مع الأزمات الأمنية في المستقبل، وقد يؤدي إلى تراجع دور بعض الأجهزة الأمنية الكبرى مثل الشاباك في اتخاذ القرارات الحاسمة في ظل غياب التوافق مع المستوى السياسي.

تم نسخ الرابط