"زفّ جارته العروس ورجع لعياله في الكفن".. رحيل صادم لشاب ثلاثيني على طريق مطروح (صور)
ودّع محمد زوجته وأطفاله، وخرج يزف عروس جارته، بعدما وعد أطفاله بأنه سيعود في القريب العاجل حاملا معه بعض الحلويات والشيكولاته التي يرغبونها.
لم يعلم محمد الشاب الثلاثيني، أنه سيخرج من بيته ولن يرى أطفاله لاحقا، كان شغوفا ومُحملا بتطلعات كبيرة من أجل مستقبل أسرته الصغيرة التي يكد ويتعب من أجل توفير نفاقتهم.
راح يزف عروسان فعاد جثة لأسرته
بالفعل أتمّ محمد - ويعمل كابتن في شركة أوبر- زفة جارته العروس بعدما انتهى من تزيين سيارته الملاكي لتكون في أزهى صورها خلال زفة العروسين، وهمّ بالتوجه إلى بيته بعد رحلة عمل استغرقت بضع ساعات، غير أن هاتفه المحمول أعلن عن قدوم رحلة سفر على طريق الإسكندرية مطروح.
استقبل الشاب المكافح رحلته، لأنه يحب عمله ويريد لأسرته إطعامهم من المال الحلال والكد والتعب ليل نهار.
توجه محمد بسيارته الملاكي استجابة لتوصيل أحد الأشخاص خارج القاهرة الكبرى، وعلى طريق الإسكندرية مطروح، اصطدم أتوبيس سياحي يسير قائده عكس الاتجاه بسيارة محمد الملاكي، ليكتب المشهد الأخير في حياة الشاب الثلاثيني، إذ فارق حياته متأثرا بإصابته بنزيف في البطن.
أتوبيس سياحي دهس محمد بطريق الإسكندرية مطروح
تلقت الإدارة العامة للمرور بلاغا بمصرع شاب في حادث انقلاب سيارة بطريق الإسكندرية مطروح، تم نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى الضبعة المركزي، في محاولة لإسعافه غير أن محاولات نجدته بائت بالفشل، ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال.
استقبلت مستشفى الضبعة المركزي، محمد محمد سالم، مصابا باشتباه نزيف بالمخ واشتباه كسر بالجمجمة واشتباه في نزيف بالبطن، وأجرى الفريق الطبي إنعاشًا قلبيًا رئوي، غير أنه لم يستجب وفارق حياته تاركا خلفه زوجة وأطفال يبكون مصيرهم ومستقبلهم بعد رحيل السند في غمضة عين، نتيجة استهتار سائق متهور.
محمد ضحية سائق متهور يسير عكس الاتجاه على الطريق السريع
خالف السائق المتهور معايير السرعة المقررة واخترق لوائح المرور، بل وزاد الأمر بسيره عكس الاتجاه وهي جريمة مغلظة في قانون العقوبات ومخالفات السير عبر الطرق بكافة أشكالها.
تحفظت الأجهزة الأمنية على جثة الشاب محمد داخل ثلاجة الموتى بمستشفى الضبعة المركزي، لحين إصدار قرار من النيابة العامة بالتصريح بدفنها بعد توقيع الكشف الطبي الظاهري عليها.