من هو العربي بن مهيدي الذي اعترفت فرنسا بقتله بعد 67 عامًا؟
برز الشهيد العربي بن مهيدي، أحد قادة الثورة الجزائرية، بصلابته وصموده أمام المستعمر الفرنسي، حيث رفض بجرأة الإفصاح عن أي معلومات للمحتل رغم التعذيب، واشتهر بن مهيدي بابتسامته الساخرة وصمته أثناء تعذيبه، ليصبح أيقونة للكفاح والاستقلال، وفي هذا الإطار ينشر موقع الأيام المصرية من هو العربي بن مهيدي.
حقيقة مقتل العربي بن مهيدي التي تأخرت 67 عامًا
في عام 1957 أعلنت فرنسا أن بن مهيدي قد انتحر، بينما الحقيقة أن الجنرال الفرنسي بول أوساريس هو من أمر بشنقه، واستمر الإدعاء الفرنسي لسنوات، حتى اعترف أوساريس في مذكراته عام 2001 بمسؤوليته عن القتل وتمويه الحادثة على أنها انتحار، ومع حلول الذكرى السبعين لانطلاق الثورة الجزائرية، اعترفت فرنسا رسميًا يوم الجمعة بمقتل بن مهيدي على أيدي عسكريين فرنسيين بقيادة أوساريس.
العربي بن مهيدي .. صانع الثورة وأحد رموزها
وُلد العربي بن مهيدي عام 1923 في قرية عين مليلة بالجزائر، وبرز كأحد أبرز قادة جبهة التحرير الوطني وصانعي الثورة الجزائرية، وأشرف على عمليات عدة وأسس للتنسيق بين المقاومين، ليصبح رمزًا وطنيًا يجسد مقاومة الاحتلال وشجاعة الجزائريين.
تفاصيل اغتيال بن مهيدي
اعتقل الفرنسيون بن مهيدي في فبراير 1957 وفشلوا في انتزاع أي اعتراف منه، ونقلوه لاحقًا إلى مزرعة مهجورة، حيث نُفّذ الحكم بشنقه، وعندما فارق الحياة، أُعيد جثمانه إلى زنزانته وجرى ترتيب المشهد ليبدو وكأنه قد انتحر، رغم الحقيقة المروّعة.
اعتراف فرنسا بمسئوليتها عن مقتل بن مهيدي
أصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيانًا يعترف فيه بمسؤولية فرنسا عن مقتل بن مهيدي، معتبرًا هذا الاعتراف خطوة نحو تصالح الذاكرات بين الجزائر وفرنسا، ويأتي هذا البيان في سياق سعي البلدين لبناء علاقة متينة على أسس الحقيقة والتاريخ المشترك.
شجاعة بن مهيدي وعلاقته مع الجلادين
اعتُبر بن مهيدي رمزًا للاستقلال وقائدًا مؤثرًا حتى في أوساط المستعمرين، وفرض احترامه على خصومه بما فيهم الجنرال مارسيل بيجار، وكانت شجاعته أسطورية لدرجة أن الجنرال أوساريس، الذي اعترف بقتله، صرّح بأن شبحه ظل يطارده لسنوات، ونقل لحظات استشهاد بن مهيدي بقلبٍ بارد، واصفًا تأثيره الذي لا يُنسى.
بن مهيدي بطل حقيقي حتى في آخر لحظاته
وضع الفرنسيون العربي بن مهيدي معصوب العينين، وقادوه إلى مزرعة مهجورة حيث شُنق على مرحلتين بسبب انقطاع الحبل في المحاولة الأولى، وفي المحاولة الثانية، همد جسده، وودّع الدنيا بصلابة وابتسامة، تاركًا وراءه إرثًا خالدًا من التضحية من أجل الحرية.
كلمات خالدة للبطل العربي بن مهيدي
آمن بن مهيدي بالحرية وقيمة التضحية، وصاغ قناعته في جملة مؤثرة، قائلًا: "ألقوا بالثورة في الشارع يحتضنها الشعب"، مؤكدًا بذلك إيمانه العميق بأن قوة الثورة تكمن في دعم الشعب وتكاتفه لتحقيق الاستقلال.
ويظل العربي بن مهيدي بهذا الاعتراف رمزًا خالدًا للكفاح والمقاومة، ويمثل شهادة على صمود الجزائريين في وجه المستعمر وأيقونة للكرامة والشجاعة التي ألهمت الأجيال.