الخميس 21 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ذكرى ثورة تحرير الجزائر.. ماذا قدمت مصر للأشقاء؟

ثورة تحرير الجزائر
ثورة تحرير الجزائر

ذكرى ثورة تحرير الجزائر، في الأول من نوفمبر عام 1954 أضاءت الجزائر شمعة الحرية بعد 124 عاماً من الاستعمار الفرنسي القاسي الذي بدأ في عام 1830، كانت تلك الشرارة بداية ثورة تحرير الجزائرية جسّدت عزيمة شعب بأسره على مقاومة الاستعمار حتى الاستقلال. 

واستمرت تلك الملحمة البطولية حتى الخامس من يوليو 1962، لتتوج سبع سنوات من الكفاح المسلح بتضحيات جسيمة أسفرت عن استشهاد نحو مليون ونصف المليون جزائري، ليصير ذلك اليوم علامة فارقة في تاريخ أمة استردت هويتها وحققت حلمها في الحرية

سبب قيام ثورة التحرير الجزائرية

تعتبر ثورة التحرير تتويجاً لمسار طويل من المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، حيث بدأت المقاومة الشعبية منذ زمن الأمير عبد القادر (1832-1847) واستمرت عبر شخصيات تاريخية مثل أحمد باي، ولالّة فاطمة نسومر، والشريف بوبغلة، وصولاً إلى الشيخين المقراني وبوعمامة.

تضاف إلى ذلك حركات وطنية بدأت بالتشكل في ثلاثينيات القرن الماضي، مثل "حركة نجم شمال أفريقيا" التي تأسست عام 1926، والتي تحولت لاحقاً إلى "حزب الشعب الجزائري" و"حركة انتصار الحريات الديمقراطية" عام 1946.

كما كانت مجازر 8 مايو 1945، التي أودت بحياة 45 ألف جزائري، نقطة تحول مهمة، مما دفع مجموعة من المناضلين لتأسيس منظمة عسكرية سرية للتخطيط لثورة مسلحة، مستلهمين من هزيمة الجيش الفرنسي في معركة ديان بيان فو بالهند الصينية عام 1952.

ثورة تحرير الجزائرية

بدايات ثورة تحرير الجزائر 

قبل أربعة أشهر من انطلاق الثورة، اجتمع 22 شاباً من الحركة الوطنية في 23 يونيو 1954، حيث تم اتخاذ قرار بشأن الحل العسكري كبديل لفشل الحلول السياسية. على إثر هذا الاجتماع، تم تشكيل "جبهة التحرير الوطني" وتحديد موعد انطلاق الثورة في 1 نوفمبر 1954.

أبرز محطات ثورة تحرير الجزائرية

في بداية الثورة، انطلقت العمليات المسلحة من جبال الأوراس، حيث سجلت الإدارة الاستعمارية 30 حادثاً في أول ليلة، مع تنفيذ عمليات مسلحة في مناطق مختلفة.

وردت السلطات الفرنسية بإصدار مرسوم لحل المنظمات السياسية الجزائرية، مما أدى إلى ملاحقة قادة الحركة الوطنية، ليشهد عام 1955 هجمات في الشمال القسنطيني أدت إلى تدويل القضية الجزائرية.

وعُقد "مؤتمر الصومام" في 20 أغسطس 1956، الذي أعاد تنظيم الثورة ووزع البلاد إلى 6 ولايات، مع انتهاج أساليب حرب العصابات لمواجهة التضييق الفرنسي.

بدأت "معركة الجزائر" في 1957، مع تنفيذ ضربات مركزة على الأهداف الفرنسية، وفي يناير 1957، دعت قيادة الثورة إلى إضراب شامل تفاعل معه الشعب.

ثورة تحرير الجزائر

دور مصر في دعم ثورة تحرير الجزائرية

برز التأييد المصري كعامل حاسم في مسار الثورة الجزائرية، حيث أصبحت القاهرة تحت قيادة جمال عبد الناصر مركزًا رئيسيًا لدعم الثوار، مع اندلاع الثورة في نوفمبر 1954، كانت مصر شريكًا فاعلًا في كفاح الشعوب العربية من أجل الاستقلال.

دعم مصر المعنوي لـ ثورة تحرير الجزائرية 

عند بدء الثورة، قدمت مصر دعمًا ملحوظًا من خلال إذاعة صوت العرب، التي كانت تبث أخبار الثورة الجزائرية وتثير الحماس بين الشعوب العربية. شهدت الشوارع المصرية مظاهرات وحملات دعم مستمرة للشعب الجزائري، حيث تجسدت روح التضامن في الفعاليات الطلابية والنقابية.

الزعيمان جمال عبد الناصر وأحمد بن بلة في ثورة تحرير الجزائرية

التعاون العسكري المصري في ثورة تحرير الجزائرية

فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، عملت مصر بالتنسيق مع قادة الثورة الجزائرية، مثل أحمد بن بلة، لتوفير الأسلحة والذخائر. تم تخصيص موارد مالية كبيرة، حيث بلغ إجمالي المساعدات نحو 12 مليار فرنك فرنسي قديم. وقد تم تسليم الأسلحة عبر عدة طرق، بما في ذلك استخدام ليبيا كنقطة عبور.

دور الدبلوماسية المصرية في ثورة تحرير الجزائرية

عملت مصر أيضًا على تعزيز الدعم للقضية الجزائرية على الساحة الدولية، حيث تدخلت للإفراج عن القادة المختطفين عام 1956، وكانت لمصر دور فعال في مؤتمر باندونج 1955، الذي ساعد في إبراز القضية الجزائرية عالميًا وجعلها محور النقاشات الدولية.

الزعيمان جمال عبد الناصر وأحمد بن بلة في ثورة تحرير الجزائرية

المفاوضات المصرية مع فرنسا

مع تغيّر موازين القوى، أدركت فرنسا أهمية التفاوض مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية، مما استدعى تدخل مصر كوسيط للمساعدة في التوصل إلى حلول تضمن حقوق الجزائر.

يظل دعم مصر للثورة الجزائرية جزءًا أساسيًا من تاريخ النضال العربي ضد الاستعمار، حيث تجسد هذا الدعم الروح القومية والتضامن بين الشعوب العربية في سعيها نحو التحرر.

الزعيمان جمال عبد الناصر وهواري بومدين

التحولات السياسية بعد ثورة تحرير الجزائرية

في ظل الضغوط التي أحدثتها الثورة، دعا الرئيس الفرنسي شارل ديجول إلى المصالحة في 4 يونيو 1958، مما أسفر عن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في سبتمبر من نفس العام. لكن هذا لم يمنع فرنسا من مواصلة حرب الإبادة حتى التوصل إلى اتفاقيات إيفيان في 18 مارس 1962، مما أدى إلى إعلان الاستقلال في يوليو من نفس العام.

تم نسخ الرابط