الخميس 21 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

خيال قد يقود للانتحار .. برامج ذكاء اصطناعي تُهدد حياة البشر (تفاصيل)

خاطر الذكاء الاصطناعي
خاطر الذكاء الاصطناعي .. أبرزها العلاقات الخيالية والانتحار

مخاطر الذكاء الاصطناعي، في ظل التقدم السريع في تقنية الذكاء الاصطناعي، باتت هناك تطبيقات تقدم خدمات الدعم العاطفي والعلاقات الافتراضية، ويمكن للمستخدمين التفاعل مع روبوتات دردشة تم تصميمها لتكون حبيبة أو صديقًا افتراضيًا، ومع تزايد شعبية هذه التطبيقات تظهر مخاوف متزايدة حول تأثيرها النفسية والعاطفية على مستخدميها، وخاصة الشباب، حيث تخلط أحيانًا بين الدعم العاطفي والمخاطر المحتملة على الصحة النفسية.

ويرصد لكم موقع الأيام المصرية تلك البرامج ومخاطرها خلال السطور التالية.

الذكاء الاصطناعي والحبيب المثالي 

أصبحت الحياة سريعة والضغوط الاجتماعية من أبرز العوامل التي تدفع البعض نحو البحث عن رفيق افتراضي، وتعد الصين واحدة من الدول التي شهدت إقبالًا كبيرًا على هذه التقنية، إذا تتيح تطبيقات مثل جلووGlow وانتوك Wantalk، للمستخدمين التواصل مع شخصيات افتراضية تم تصميمها لتلبية احتياجاتهم العاطفية.

وأشارت الطالبة الصينية وانج شيوتينج (22 عامًا)، إلى أنها تجد في هذه التطبيقات دعمًا عاطفيًا يساعدها في مواجهة ضغوط الحياة والدراسة، وهو دعم يصعب الحصول عليه بسهولة في الواقع، ومع تزايد الاعتماد على هذه التقنيات، دعا الخبراء إلى وضع ضوابط تحكم استخدامها، تتضمن تحديد الفئة العمرية المسموح لها بالتفاعل مع هذه التطبيقات، وتنظيم الوقت والمواضيع التي يمكن للشباب والقاصرين مناقشتها عبر هذه المنصات، بهدف توفير بيئة آمنة ومتوازنة لمستخدميها.

خاطر الذكاء الاصطناعي .. أبرزها العلاقات الخيالية والانتحار 

وفي السياق نفسه، برزت حادثة انتحار المراهق سيول سيتزر، البالغ من العمر 14 عامًا من ولاية فلوريدا، في عناوين الأخبار، بعد إنهاء حياته بسبب ارتباط عاطفي بشخصية افتراضية على منصة الذكاء الاصطناعي Character.AI، ويشير بعض المحللين إلى وجود أسباب أخرى قد تكون وراء هذا الفعل، حيث يعتقد أن الذكاء الاصطناعي لم يشجع الضحية على الانتحار مباشرة. 

تأثيرات العلاقات الافتراضية على الصحة النفسية

يرى الخبراء أن التفاعل العاطفي مع شخصيات افتراضية يمكن أن يسهم في زيادة مشاعر العزلة لدى المستخدمين، خاصة إذا تطورت العلاقة إلى حد التعلق المفرط بهذه الشخصيات، فهذا التعلق قد يؤدي إلى صعوبة في التفريق بين العالم الافتراضي والواقعي، مما يسبب أزمات نفسية طويلة الأمد.

ويحذر خبراء التكنولوجيا وأمن المعلومات، من أن التفاعل غير المقنن مع هذه التطبيقات يمكن أن يكون له آثار سلبية، خاصة للمراهقين، حيث يوصى بوضع ضوابط تحدد العمر المناسب للاستخدام وتقييد أوقات العمل مع هذه الشخصيات الافتراضية.

 

مخاطر الإدمان على الذكاء الاصطناعي 

يعتبر الذكاء الاصطناعي وسيلة قوية يمكن أن تقدم خدمات فعالة في مختلف المجالات، ولكنه يحمل مخاطر نفسية واجتماعية لا يستهان بها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالإدمان عليه، فمع الانتشار الواسع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الدردشة التي تقدم دعمًا عاطفيًا افتراضيًا، أصبحت هناك مخاوف من تعلق المستخدمين بها بشكل مفرط قد يؤدي إلى العزلة عن العلاقات الحقيقية.

قد يسبب الإدمان على الذكاء الاصطناعي زيادة مشاعر الوحدة والعزلة، حيث يتجنب المستخدمون التفاعل مع الأشخاص في حياتهم الحقيقية، ما يؤدي إلى نقص في التواصل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية الضرورية، ويفسر بعض الخبراء هذا الأمر بأن التعلق الشديد بالشخصيات الافتراضية، كالرفقاء الرقميين، قد يعزز لدى البعض مشاعر العزلة ويفقدهم القدرة على التفاعل الحقيقي.

من جهة أخرى، يمكن أن يصبح الإدمان على الذكاء الاصطناعي تهديدًا للصحة النفسية، حيث يؤثر على إدراك الفرد للواقع ويسبب تشويشًا في الحدود بين الواقع الافتراضي والحقيقي لذا، من الضروري توعية المستخدمين بالمخاطر المحتملة وتحديد أوقات استخدام هذه التطبيقات، بالإضافة إلى توفير دعم نفسي لتعزيز الصحة النفسية والتفاعل الاجتماعي الواقعي.

خاطر الذكاء الاصطناعي .. أبرزها العلاقات الخيالية والانتحار 

التطبيقات الافتراضية بين الإيجابيات والسلبيات

على الرغم من المخاوف، يرى بعض المستخدمين أن التكنولوجيا توفر لهم نوعًا من الدعم النفسي والعاطفي الذي قد يكون ضروريًا في ظل الضغوط اليومية، وتوفر التطبيقات مثل "وانتوك" للمستخدمين فرصة اختيار الشخصيات الافتراضية المناسبة لاحتياجاتهم، حيث يرون فيها وسيلة لتخفيف مشاعر الوحدة.

لكن، مع تنامي عدد المستخدمين، ينادي الكثيرون بضرورة سن قوانين وضوابط صارمة تنظم هذه العلاقات الافتراضية، لضمان عدم تجاوز الحدود المقبولة وتجنب التعلق العاطفي والإدمان الذي قد يكون مدمراً على المستوى النفسي والاجتماعي.

خطوات للحد من المخاطر النفسية

أعربت عدة شركات مثل "Character.AI" عن التزامها بحماية المستخدمين عبر إضافة ميزات توجه الشباب نحو الدعم النفسي عند الحاجة، خاصة عند ظهور أفكار إيذاء النفس، وتسعى هذه الشركات أيضًا لتقييد الوصول إلى المحتوى الحساس بين الفئات العمرية الصغيرة.

وينصح الخبراء الأهل بمراقبة استخدام أبنائهم لهذه التطبيقات الافتراضية، وتشجيعهم على بناء علاقات حقيقية، مع تعزيز الوعي بالتأثيرات النفسية لهذه العلاقات الافتراضية.

تم نسخ الرابط