الشاي أم القهوة .. أيهما الخيار الأفضل للبيئة؟
الشاي أم القهوة .. أيهما الخيار الأفضل للبيئة؟، مع بداية كل يوم، يعتمد ملايين الأشخاص حول العالم على فنجان من الشاي أو القهوة لمواجهة اليوم، وبينما يحتل الشاي المرتبة الثانية كأكثر مشروب استهلاكًا بعد الماء، تأتي القهوة في مكانة قريبة.
لكن مع الاستهلاك الهائل لمليارات الأكواب يوميًا، يثار السؤال: أي المشروبين يترك أثرًا بيئيًا أقل؟ وهل يمكننا شرب مشروباتنا المفضلة بطرق أكثر استدامة؟، يرصدها لكم موقع الأيام المصرية في السطور التالية.
رحلة الشاي والقهوة عبر التاريخ
نشأ الشاي والقهوة منذ قرون وتداولتهما الثقافات بطرق متباينة، وترجع الأساطير أصل القهوة إلى إثيوبيا في القرن التاسع، حيث لاحظ راعي الماعز "كالدي" تأثيرها المنشط بالصدفة، وبعدها انتقلت زراعتها إلى اليمن، حيث بدأت زراعة قهوة أرابيكا، وانتشرت عالميًا وأصبحت جزءًا من التراث الثقافي والاجتماعي للعديد من الشعوب.
أما الشاي، فقد نشأ في الصين نحو 2737 قبل الميلاد، وتقول الأسطورة إن الإمبراطور الصيني "شين نونج" اكتشفه عندما سقطت أوراق شاي في وعاء ماء مغلي، وأعجب الإمبراطور بالنكهة والرائحة، وبدأت رحلة الشاي من الصين إلى بقية العالم، لتصبح ثقافة الشاي جزءاً لا يتجزأ من حياة ملايين الناس.
أيهما صديق للبيئة أكثر .. الشاي أم القهوة؟
بقدر ما يمثل الشاي والقهوة جزءًا من التراث الثقافي، فإن لهما أثرًا بيئيًا يتطلب النظر، الزراعة المكثفة لكل من الشاي والقهوة تستنزف موارد ضخمة، بدءًا من استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية إلى تقنيات الري وقطع الغابات لتوسيع المزارع.
يعتبر هذا الأثر البيئي أكبر في زراعة القهوة، خاصة مع فقدان الغابات سنويًا نتيجة توسع مزارعها، مما يؤثر سلبًا على التنوع البيئي ويسهم في تغيّر المناخ.
من حيث الأثر البيئي المباشر لكل كوب، تظهر الدراسات أن بصمة الكربون لكوب الشاي أقل من كوب القهوة، وهذا الفارق يعود إلى كمية الأوراق المستخدمة في تحضير الشاي مقارنة مع البن، بالإضافة إلى استهلاك أقل للحليب في الشاي.
زيادة الحليب في القهوة تؤدي إلى زيادة البصمة الكربونية، حيث يعتبر إنتاج الحليب ذا أثر بيئي مرتفع بسبب استهلاك الموارد المرتبط بتربية المواشي.
خطوات لجعل شرب الشاي والقهوة أكثر استدامة
بإمكان المستهلكين القيام بخطوات بسيطة لتقليل الأثر البيئي لشرب الشاي والقهوة، منها:
- استخدام كمية مناسبة من المياه: لتقليل استهلاك الطاقة، يفضل غلي الكمية المطلوبة فقط من الماء.
- اختيار الشاي بدون أكياس: تحتوي معظم أكياس الشاي على البلاستيك، مما يجعلها صعبة التحلل.
- تجنب الحليب الحيواني أو استبداله ببدائل نباتية: يقلل استهلاك الحليب النباتي من البصمة الكربونية للمشروبات، خاصة القهوة.
دور الشركات والحكومات في تعزيز الاستدامة
إلى جانب جهود المستهلكين، تلعب الشركات والحكومات دورًا محوريًا في تقليل الأثر البيئي لزراعة الشاي والقهوة، وقامت بعض الجهات الأوروبية بسن قوانين تمنع استيراد المنتجات الزراعية المزروعة في أراض أزيلت منها الغابات، مما يشجع على ممارسات أكثر استدامة.
علاوة على ذلك، تلجأ بعض الشركات المنتجة للقهوة والشاي إلى مبادرات زراعية تقلل من استخدام المبيدات وتستبدل الأسمدة ببدائل صديقة للبيئة.
التحديات المستقبلية لشرب الشاي والقهوة
مع تزايد الطلب العالمي على القهوة والشاي، يزداد الضغط على الموارد الزراعية، ويتوقع أن يواجه القطاع تحديات أكبر نتيجة تغير المناخ الذي يهدد المناطق الصالحة للزراعة لذلك، من المهم أن تتبنى الشركات والمستهلكين ممارسات مستدامة تضمن استمرار توفر الشاي والقهوة دون التأثير سلبًا على البيئة.
يعد الشاي والقهوة من المشروبات الأساسية في حياتنا، ويمكننا تقليل أثرها البيئي من خلال تبني عادات مستدامة واختيار منتجات زراعية تحترم البيئة.