الجمعة 22 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

أحمد كريمة لـ «الأيام المصرية»: المنتحر عاصٍ وليس كافر

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة في حوار خاص مع محررة الأيام المصرية

هل المنتحر كافر؟.. هناك العديد من الأحكام الفقهية المغلوطة التي يتم تداولها بين الناس دون أن يكون لها أي أصل شرعي ثابت في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، ومن هذه الأحكام قضية المنتحر وحكمه من الإسلام، حيث يفتي البعض بكفر المنتحر وخلوده في النار.

هل المنتحر كافر

هل المنتحر كافر ويحرم من الجنة؟

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن أهل العلم الكبار، كالإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل، لم يصدر عنهم أي حكم بتكفير المنتحر، وإنما وصفوه بأنه "مسلم عاصٍ"، وليس مرتدًا.

واستشهد على حديثه، بقصة حدثت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، تتعلق برجل من غير المسلمين أسلم وقُدر له أن يجاهد في سبيل الله، وفي أثناء المعركة أُصيب هذا الرجل بجروح بليغة، مما دفعه لقطع أجزاء من جسده بخنجره ليرتاح من آلامه، فمات بسبب نزيف الدماء، وعندما رؤي في المنام، سُئل عمّا فعله الله به بعد موته رغم أنه أسلم وجاهد، فأجاب الرجل بأن الله غفر له جميع ذنوبه باستثناء يديه التي قطعها، وعندما نقل الصحابة هذه الرؤيا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، دعا له قائلاً: "اللهم اغفر له وليديه كذلك".

عالم أزهري: المنتحر عاصٍ وليس كافر

وأضاف "كريمة" خلال حوار خاص مع موقع "الأيام المصرية"، أن هذه الواقعة تدل على أن المنتحر لا يُحكم بردته، ولا يُكفر بسبب فعلته.

وأوضح أن الأخبار التي تتحدث عن دخول المنتحر النار وخلوده فيها جاءت في إطار التخويف والتربية الروحية، وليست حكمًا قطعيًا على مصيره، مؤكدًا أن المنتحر هو مسلم عاصي وأمره متروك لله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه.

هل المنتحر يخلد في النار؟

أكد الله تعالى في كتابه الكريم أن الشرك به هو الذنب الوحيد الذي لا يُغفر، أما غيره من الذنوب، فهي تحت مشيئة الله، إن شاء غفرها وإن شاء عاقب عليها، كما جاء في قوله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء" (النساء: 48). 

ويشمل هذا العفو الإلهي جميع الذنوب، ومنها انتحار الإنسان وقتله لنفسه، إذ لا يُعد ذلك من الشرك، وقد أشار الإمام الطبري إلى أن هذه الآية الكريمة تبيّن أن كل صاحب كبيرة، إن لم تكن شركًا بالله، يبقى تحت رحمة الله، إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه. 

كما تؤكد الموسوعة الفقهية أن المنتحر لا يُعد كافرًا في نظر أي من علماء المذاهب الأربعة، إذ أن الكفر يتمثل في الإنكار والخروج عن دين الإسلام، وهو ما لم ينطبق على المنتحر.

تم نسخ الرابط