جوجل تتبنى الطاقة النووية في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة جوجل عن توقيع اتفاقية مع شركة "كايروس باور" لاستخدام مفاعلات نووية صغيرة لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التابعة لها، وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المتزايدة لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي. وبحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فإن الاتفاقية تهدف إلى تشغيل المفاعل الأول قبل نهاية هذا العقد، مع خطط لتوسيع استخدام المفاعلات النووية بحلول عام 2035، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل خلال السطور التالية.
مفاعلات نووية صغيرة.. الحل الجديد لشبكات الطاقة
تعد المفاعلات النووية الصغيرة خيارًا مبتكرًا لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء من مراكز البيانات، وتعمل شركة كايروس باور، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، على تطوير مفاعلات تستخدم ملح الفلورايد المنصهر كمبرد، بدلاً من المياه التي تعتمد عليها المفاعلات النووية التقليدية، وتتميز هذه المفاعلات بالقدرة على إنتاج كميات هائلة من الطاقة بشكل مستمر وعلى مدار الساعة، مما يجعلها مصدرًا مثاليًا لتلبية احتياجات الطاقة النظيفة لمراكز البيانات.
وأشار "مايكل تيريل"، المدير الأول للطاقة والمناخ في جوجل، إلى أهمية هذه الصفقة قائلًا: "الشبكة بحاجة إلى مصادر طاقة جديدة لدعم الذكاء الاصطناعي، وهذه الاتفاقية تساعد في تسريع التكنولوجيا الجديدة وتلبية احتياجات الطاقة بطريقة نظيفة وموثوقة."
التحديات التنظيمية والموافقة الحكومية
على الرغم من التوقعات الإيجابية بشأن هذه الخطوة، لا تزال هناك بعض التحديات التنظيمية التي تواجه المشروع، ويجب على لجنة التنظيم النووي الأمريكية والوكالات المحلية الأخرى الموافقة على خطط جوجل وكايروس قبل بدء التنفيذ الفعلي، وفي العام الماضي، حصلت شركة كايروس باور على أول تصريح من الهيئات التنظيمية الأمريكية منذ 50 عامًا لبناء نوع جديد من المفاعلات النووية، مما يعزز فرصها في تحقيق هذه الصفقة.
الطاقة النووية.. الحل المثالي لتقنيات الذكاء الاصطناعي
تتزايد أهمية الطاقة النووية في قطاع التكنولوجيا بفضل قدرتها على توفير طاقة نظيفة وخالية من الكربون، ويقول "جون مور"، محرر الصناعة في موقع TechTarget، إن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى كميات كبيرة من الكهرباء ليس فقط لتشغيل الأجهزة، ولكن أيضًا للحفاظ على برودة المعدات المتخصصة التي تولد الكثير من الحرارة.
وفقًا لتقديرات بنك جولدمان ساكس، من المتوقع أن يتضاعف استهلاك مراكز البيانات العالمية للطاقة بحلول نهاية هذا العقد، ولذا، تلجأ شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت إلى استكشاف حلول طاقة جديدة ومستدامة، بما في ذلك الطاقة النووية.
التوجه العالمي نحو الطاقة النووية
في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ العام الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها مضاعفة قدراتها في مجال الطاقة النووية إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، وتأتي هذه الجهود في إطار الابتعاد عن الاعتماد على الوقود الأحفوري والبحث عن بدائل نظيفة ومستدامة.
ومع ذلك، لا تزال هناك انتقادات للطاقة النووية، إذ يرى البعض أنها تحمل مخاطر بيئية كبيرة، بما في ذلك إنتاج نفايات مشعة طويلة الأمد، ورغم هذه المخاوف، فإن شركات التكنولوجيا الكبرى تتجه نحو استخدام الطاقة النووية كجزء من استراتيجياتها لتحقيق أهداف الاستدامة.
تسعى جوجل من خلال هذه الاتفاقية إلى تسريع الاعتماد على التكنولوجيا النظيفة لتلبية احتياجات مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وفي ظل التحديات التي تواجه قطاع الطاقة التقليدية، قد تكون المفاعلات النووية الصغيرة هي الحل الأمثل لمستقبل طاقة أكثر استدامة وكفاءة.