حقيقة إساءة مجسم الكعبة المشرفة بمدينة سيدني إلى الإسلام؟
حقيقة إساءة مجسم الكعبة المشرفة بمدينة سيدني إلى الإسلام؟، في هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ حقيقة إساءة مجسم الكعبة المشرفة بمدينة سيدني إلى الإسلام؟، والذي أثار جدلًا واسعًا في الساعات القليلة الماضية بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
حقيقة إساءة مجسم الكعبة المشرفة بمدينة سيدني إلى الإسلام؟
نشرت صحيفة "ديلي ميل" الأسترالية، تقريرًا مصورًا، اليوم الجمعة، يستعرض وضع مجسم لـ الكعبة المشرفة وسط العاصمة سيدني، تم تصنيعه من قبل المسلمين المقيمين بالمدينة.
مجسم للكعبة المشرفة بمدينة سيدني الأسترالية
مجسم للكعبة المشرفة بمدينة سيدني، ووفقًا للتقرير، يحوي المجسم الذي يمثل الكعبة المشرفة آيات من القرآن الكريم منقوشة عليها بأحرف ذهبية، ويحيط به سياج معدني للحماية.
وفي هذا السياق، صرّح متحدث باسم مجلس مدينة سيدني للصحيفة أن هذا هو العام الثالث الذي يتم فيه عرض مجسم الكعبة في المدينة كجزء من احتفال ديني خاص بالمسلمين، مؤكدًا أن المجلس يوافق سنويًا على إقامة هذا النصب الديني المؤقت في منطقة مارتن بليس، بالتنسيق مع المجتمع المسلم.
وأضاف المتحدث أن هذا الحدث الثقافي يتم تنظيمه بواسطة مؤسسة خيرية مسجلة، ويشمل عروضًا موسيقية ويحضره العديد من العائلات المسلمة، إلى جانب الفعالية الأساسية التي تتضمن وضع مجسم الكعبة المشرفة.
استضافة مناسبات دينية متنوعة في مارتن بليس
وأكدت مدينة سيدني أنها اعتادت على استضافة مناسبات دينية متنوعة في مارتن بليس، من بينها احتفالات عيد الميلاد المسيحي، والموكب الإفخارستي السنوي، بالإضافة إلى احتفالات عيد حانوكا اليهودي، ما يعكس تعدد الثقافات والأديان في المدينة.
وأشاد العديد من الأستراليين بقرار المجلس تضمين النصب التذكاري في مارتن بليس، معتبرين ذلك دليلاً على أن أستراليا دولة متعددة الثقافات وتحترم حرية التعبير والمعتقدات، مشددين على ضرورة إظهار الاحترام تجاه مختلف الديانات التي تمارس شعائرها ضمن إطار الدستور والقوانين الأسترالية.
ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص قوله: "أعلم أن أستراليا مجتمع مسيحي في جوهره، وأن قوانينها مستوحاة من القيم المسيحية، لكننا أيضًا نقدر حق الآخرين في ممارسة شعائرهم الدينية بسلام ودون قيود".
وزيران مسلمان في حكومة أستراليا لأول مرة
وفي سابقة تاريخية، ضمت الحكومة الأسترالية الجديدة وزيرين من الأقلية المسلمة، حيث أديا القسم على القرآن الكريم بعد تنصيبهما رسميًا.
ويمثل الوزيران وهما الوزير إدهام نور الدين هوسيك، وهو وزير الصناعة والعلوم ومن أصول بوسنية، والوزيرة آن عزة علي، وزيرة الطفولة والتعليم والشباب، ذات الأصول المصرية، جزءًا من قصة طويلة تعكس تاريخ دخول الإسلام إلى أستراليا.
كيف عاش صيادو إندونيسيا المسلمين في بداية القرن الـ 18 الميلادي؟
في بداية القرن الثامن عشر، بدأ الصيادون المسلمون من إندونيسيا في القيام برحلات سنوية إلى الساحلين الشمالي والشمالي الغربي لأستراليا، بحثًا عن "خيار البحر"، وهو رخويات بحرية ذات قيمة غذائية وعلاجية عالية.
ومع تطور هذه الرحلات، توسعت التجارة لتشمل سلعًا أخرى، إلا أن الزوار المسلمين تركوا أثرًا دينيًا وثقافيًا استمر لقرون، ووثقت بعض الدراسات رحلات المسلمين التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، وهو تاريخ مقارب لوصول الهولنديين إلى سواحل أستراليا.
وتشير الأبحاث الحديثة، بما في ذلك دراسة من جامعة إنديانا، إلى وجود تأثيرات إسلامية في طقوس وأساطير السكان الأصليين في شمال أستراليا، ومن أبرز الأمثلة على هذا التأثير هي طقوس جنائزية تشير إلى كلمة "اليثاوالثا"، التي تشبه في نطقها عبارة "الله تعالى" في الإسلام.
بناء المساجد في سيدني الأسترالية
وصل الإسلام رسميًا إلى أستراليا في عام 1849 مع استقدام السلطات 12 جمّالًا و120 جملًا من أفغانستان، واستمرت هذه العملية لسنوات، مما أدى إلى زيادة عدد المسلمين في البلاد، وأدى المسلمون دورًا محوريًا في الرحلات الكشفية والتجارية، حيث كانوا محل ثقة واحترام لدى الأستراليين.
وفي عام 1861، بُني أول مسجد في أستراليا في مدينة ماري بجنوب أستراليا على يد مسلمين من أصول أفغانية، كما شيّد المسلمون مصليات على طول طرق القوافل التي استخدموها في رحلاتهم التجارية، وقد أسسوا أيضًا مساجد في مدن مثل بيرث وبروم وكولجاردي.
وشارك مسلمون في رحلة استكشافية لمد أول خط برقي يعبر أستراليا من الشرق إلى الغرب، وذلك عبر الصحراء. وساهموا أيضًا في بناء أول خط حديدي يربط بين أديليد وأليس سيرنج، والذي أطلق عليه اسم "غان"، تخليدًا لقوافل الأفغان التي سهلت هذه العملية.
رافد الهجرة
شهدت أستراليا موجات هجرة إسلامية متتالية، كان أولها في القرون السابقة من إندونيسيا وباكستان والهند وغينيا الجديدة، كما شهدت موجات هجرة أخرى من تركيا ولبنان ومصر وقبرص، إلا أن الهجرة الإسلامية واجهت صعوبات خلال أوائل القرن العشرين بسبب سياسة "أستراليا البيضاء"، التي قيدت هجرة غير الأوروبيين بحجة الحفاظ على النسيج الاجتماعي.
ورغم هذه التحديات، بدأت الهجرات الإسلامية تتزايد منذ عام 1916، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث هاجر إلى أستراليا مسلمون مؤهلون مهنيًا من ألبانيا والبوسنة وأفغانستان.
وفي منتصف القرن العشرين، استأنفت الحكومة الأسترالية قبول المزيد من المهاجرين المسلمين من مختلف دول العالم، مما ساهم في تعزيز الوجود الإسلامي في البلاد.
الهجرات الأحدث
وفي عام 1954، شهدت أستراليا موجة جديدة من الهجرة الإسلامية، حيث وصل إلى البلاد عدد كبير من المسلمين الأتراك والألبان واليوغسلاف، كما استقبلت أستراليا في العقود اللاحقة طلابًا من جنوب شرق آسيا والدول العربية، الأمر الذي ساهم في زيادة عدد المسلمين بشكل كبير.